بروفايل: عمرو خالد.. السياسى الداعية
لحيته الحليقة، وصوته الرقيق، وبذلته الأنيقة، كان العنوان الذى قدم عمرو خالد كداعية غير تقليدى إلى المجتمع، بعيداً عن صورة الداعية المرسومة فى الأذهان، حيث العمة واللحية، والصوت الغليظ. بداية خالد، كانت على استحياء، عبر دروس دينية، ألقاها فى نادى الصيد، ثم انتقل بعد ذلك إلى مسجد الحصرى بمدينة السادس من أكتوبر، لتكون البداية التى وصلت به إلى الحد الذى جعل مجلة التايم الأمريكية تضعه ضمن المائة شخصية الأكثر تأثيراً فى العالم عام 2007.
أسلوبه غير النمطى عرّضه للانتقادات من قبل دعاة آخرين على رأسهم الداعية محمد حسان الذى وصفه بأنه «أفشل أهل الأرض»، لكن «خالد» نأى بجانبه، وداوم على طريقته الرقيقة، التى يخاطب فيها البسطاء من الناس.
ولد عمر محمد حلمى خالد فى الخامس من سبتمبر عام 1967 وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1988 وعمل محاسباً بأحد المكاتب الخاصة ثم افتتح مكتباً للمحاسبة ما زال يعمل حتى الآن وحصل على ليسانس الدراسات الإسلامية ثم الدكتوراه فى الشريعة الإسلامية بعنوان «الإسلام والتعايش مع الغرب» فى 19 مايو عام 2010 من جامعة ويلز ببريطانيا.
لم يتجاهل الداعية الشهير دروب السياسة، فراح يطرق أبوابها عبر السبل التى يتقنها، فقام بتدشين جمعيات أهلية تنموية، مثل «صناع الحياة»، وحين أعلن عن تدشين حزبه، وصفه بأنه حزب تنموى يهدف إلى تمثيل الشباب ودفع المرأة للعمل فى العمل العام وتحقيق التنمية علاوة على المشاركة فى الحياة السياسية، بعدما ضم عدداً من الخبراء والشباب من مختلف الاتجاهات الفكرية، لا يوصد عمرو بابه أمام أحد ويفتح ذراعيه للجميع.. هكذا يحب أن يراه الناس.
داعية مثير للجدل، ليس فى عباءته الجديدة، التى ارتداها، خالعاً ثوب من سبقوه فى طريقة الدعوة إلى الله، لكن فى إقدامه على بعض التصرفات، التى تضعه بين القيل والقال، فقد استعان بالمطرب شعبان عبدالرحيم، للإعلان عن حملة «حماية»، التى أطلقها ضد تعاطى المخدرات، ويرى البعض أن القرار جانبه الصواب، خاصة أن المطرب يقدم نوعاً من الغناء لا يتناسب مع رسالة الحملة.
يؤمن خالد، بأن المسلم يجب ألا تقتصر حياته على العبادة فقط، بل يجب أن يكون له دور عملى فى الحياة للنهوض بها وتحسينها، وهو ما دفعه إلى تقديم العديد من البرامج التفاعلية والحملات أشهرها «صُناع الحياة».
أُبعد خالد عن مصر فى عهد النظام السابق ومنع من تصوير برامجه داخلها رغم نفيه هذا الأمر، إلا أن ما يؤكد صحته أنه لم يقدم أو يصور برنامجاً فى مصر فى فترة إبعاده وتصاعدت هذه الأزمة بقرار الحكومة الذى صدر فى مايو عام 2009 بمنع بث برامج عمرو خالد على القنوات الفضائية المصرية الرسمية والخاصة. صدام خالد مع دولة مبارك كان بسبب مشروع «إنسان» الذى تطوع فيه نحو 35 ألف شاب لمساعدة 7 آلاف أسرة فقيرة وهو ما تصادم مع مشروع مشابه للحزب الوطنى وقتها، فأوقف المشروع فى مصر واستمر فى دول عربية أخرى.
الثورة مثلما هدمت النظام، مهدت لعمرو خالد العودة لمزاولة نشاطه فيها من جديد، وتأسيس حزب سياسى، آخر ما يهتم به السياسة، وأول ما ينظر إليه التنمية، غياب للمعيار الحزبى السياسى المعروف، وصورة للجمعيات الأهلية تكسو الحزب، لكن كاريزما عمرو خالد، وشعبيته الجارفة، بين الشباب على الأخص، تجعله حزباً جديراً باحتلال مكانة فى المجتمع المصرى.