بحجة «مفيش مكان ولا أدوية».. «محمد» ينتظر مصير والدته: «الموت حرقاً»
سرير متهالك فى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية، هنا يمدد «محمد» بجسده المحروق من شعر رأسه إلى أخمص قدميه، يصرخ من الألم، والحسرة على وفاة والدته بعد أن انفجرت أنبوبة البوتاجاز داخل منزلهما، 3 أيام متواصلة يحاول أهالى منطقة البهتينى مع كافة مستشفيات الإسماعيلية للموافقة على استقبال الحالة لكن دون جدوى، فالمستشفيات الخاصة ترفض بحجة «مفيش مكان»، أما الحكومية فمعظمها لا يحتوى على وحدة مجهزة لعلاج الحروق عدا المستشفى الميرى الذى يشهد تجديدات ستنتهى بعد شهر، فكانت النتيجة وفاة الأم، والابن فى انتظار ملاقاة المصير نفسه، لتصبح «أم هاشم» وابنها العشرينى، ضحيتى إهمال طبى.
«تعبنا من الإهمال، ذنبه إيه يموت ويحصل والدته اللى لفينا بيها 3 أيام على مستشفيات الإسماعيلية ومحدش استقبلها لحد ما ماتت لأن حروقها كانت بنسبة 100%»، كلمات غاضبة عبر بها أحمد عبده، عضو اللجنة الطبية فى مؤسسة «علشانك يا بلدى»، الذى حاول إنقاذ الأسرة بعد وقوع الانفجار لكنه لم يفلح بسبب رفض المستشفيات استقبال الحالات «كنا بنضطر نغير لهم على الحروق فى البيت على الأقل كانت أحن من المستشفيات اللى لا فيها وحدة مجهزة ولا حتى نظافة»، يتذكر «عبده» أن «أم هاشم» السيدة الأربعينية التى كانت تساعد فريق مؤسسة «علشانك يا بلدى» هى وزوجها كـ«مرشدين» فى المنطقة عن الحالات الأكثر فقراً «جوزها صياد وهى كانت بتصنع الشبك وابنها كان بيساعدهم، ولما عرفت اللى حصل، حاولنا نكلم كذا مستشفى لكن للأسف.. اللى بيحلف القسم هما أول ناس بتتهرب منه».
«عبده» يشير إلى أن «محمد عربى سيد» على وشك أن يلحق بوالدته بسبب عدم وجود علاج له فى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية «بعد ما المستشفى وافقت بيه، رغم إهمالها وكونها غير مجهزة، كمان بيحاولوا يفتعلوا المشاكل عشان يفضوا السرير، باعتباره حالة ميئوس منها».