برنارد لويس.. عميل المخابرات اليهودى و«عميد المعادين» للإسلام
يمكن اعتبار برنارد لويس عميد «الكتاب والمؤرخين» المعادين للعرب والمسلمين، الذين وظَّفوا أبحاثهم ودراساتهم فى خدمة هدف بعيد عن المهنية العلمية فى قراءة التاريخ، فيرجع لويس السبب فى تأخر العرب والمسلمين عن أوروبا إلى مبررات ثقافية ودينية، ويرى أن العالم الإسلامى فى حالة صراع مستمر مع المسيحية، وأن فترات السلم ليست إلا استعدادا لفترات حرب مقبلة.
وُلد برنارد لويس فى أسرة يهودية من الطبقة الوسطى فى لندن عام 1916، وأصبح أستاذا فخريا لدراسات الشرق الأوسط فى جامعة برنستون، وتخصص فى تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب، وخلال الحرب العالمية الثانية خدم فى الجيش البريطانى فى الهيئة الملكية المدرعة وهيئة الاستخبارات، ثم أعير إلى وزارة الخارجية، وبعد الحرب عُين أستاذا لكرسى جديد فى الشرق الأدنى والأوسط وكان عمره وقتها 33 سنة، وفى عام 1982 حصل على الجنسية الأمريكية، وحاز العديد من الجوائز من مؤسسات تعليمية أمريكية.
ويؤكد كثيرون ممن يعرفونه أنه ما زال على صلته بالمخابرات البريطانية حتى اليوم، ومن أشهر أصدقائه والمؤمنين بأفكاره مجموعة من المحافظين الجدد، من بينهم ديك تشينى، نائب الرئيس الأمريكى السابق بوش الابن.
وربما يتجاوز لويس إشعال الحرائق إلى إشعال الحروب؛ حيث كتبت صحيفة وول ستريت جورنال، عقب حرب الخليج الثانية، أن «عقيدة برنارد لويس» وفرت الأساس الأيديولوجى لإدارة بوش فى تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب، حتى إن لويس يعتبر منظِّر سياسة التدخل والهيمنة الأمريكية فى المنطقة «ما بعد أحداث 11 سبتمبر»، كما برر فى الماضى أيضا الحملات الصليبية، واعتبرها، رغم بشاعتها، ردا مقبولا على الهجوم الإسلامى خلال القرون السابقة، وأنه من الخطأ الاعتذار عنها.
وينقل الباحث والكاتب الأمريكى مايكل هيرش فى مجلة «واشنطن مانثلى» عن لويس قوله: «ليس لدىَّ أدنى شك فى أن أحداث 11 سبتمبر هى بداية للمعركة النهائية، وأن الرد الوحيد الحقيقى على 11 سبتمبر هو استعراض حاسم للقوة الأمريكية فى العالم العربى، وأن السبيل الوحيد للتقدم هو غزو القلوب والعقول، والمكان الأفضل لشن الهجوم وإنهاء الصراع القديم فى قلب العالم العربى هو العراق».
ينتمى لويس إلى مجموعة من المفكرين والباحثين التاريخيين، وقادة الفكر الاستراتيجى فى الولايات المتحدة، ممن نجحوا فى ترويج الصورة السلبية للعرب والمسلمين فى أمريكا، وإعطائها بعدا فلسفيا، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وانتشار «الخوف من الإسلام» بدرجة أكبر، فوجدت الأحكام النمطية المتعجرفة أرضا خصبةً فى الأوساط الإعلامية الأمريكية المعادية أصلا للعرب والمسلمين، وتردد على ألسنة العامة مقولات على شاكلة: «هذا هو الإسلام»، و«المسلمون أعداء التغيير»، و«المسلمون كانوا وسيظلون على ما هم عليه»، و«الإسلام عدو الديمقراطية»، و«العرب معادون للديمقراطية»، و«الإسلام ضد الحرية»، و«إنهم يكرهوننا لأننا نحب الحرية!»، وبما يملكه برنارد لويس من خلفية ثقافية ومؤهلات أكاديمية وبحثية قام بتعميق هذه الأفكار، ونشرها فى كتب بسيطة جذابة للقارئ العادى -أكثر من عشرين كتابا- فقام بإعادة إنتاج مواد التاريخ والدراسات الاجتماعية عن العرب والإسلام وتسويقها فى الغرب، فيما يشبه الكتب القصصية الجذابة، متوسطة الحجم نسبيا.
ينتقى برنارد لويس موضوعاته بشكل يصعب على النقاد مراجعته أو التشكيك فى صحتها، ويستشهد بآيات من القرآن وأحاديث الرسول ووقائع تاريخية قديمة وحديثة، تنتمى إلى فترة معينة أو تتعلق بمجموعة أو مجتمع إسلامى بعينه، ثم يقوم بتحليلها وإسقاط نتائج التحليل ومدلولاته بشكل تعميمى سافر على العرب والمسلمين جميعا، وعلى امتداد تاريخهم أو على حقبة كاملة منه.