بالفيديو| رحلة استطلاع هلال العيد بمرصد حلوان.. الأحد متمم لـ"رمضان" رغم انعدام الرؤية
"تم البدر بدري والأيام بتجري" مقطع أغنية شهيرة، ألفنا سماعها كل عام ونحن نودع شهر رمضان الكريم، ونستطلع رؤية هلال شهر شوال، وهذه العملية ربما تبدو معقدة، بسبب أن عدد من خبراء رصد الأهلة على مستوى الأشهر العربية المختلفة يصيبون أحيانًا ويخطئون أحيانًا؛ لاعتمادهم على الحسابات أكثر من الرؤية المباشرة بواسطة تليسكوبات الأجرام السماوية.
رؤية الهلال أمر للمسلمين يطيعونه منذ قرون، عملًا بالآية القرآنية الكريمة: "ويَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ".
"ورغم الأتربة الكثيفة التي غطت الأفق، والتي حالت دون وضوح رؤية خبراء مرصد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان، للهلال الجديد، ما جعل استبيان حلول العيد، يوم الاثنين، أمر غير مؤكد ولذلك نلجأ أحيانً إلى الرؤية التي تعتمدها دول الجوار؛ لإثبات تتمة شهر رمضان وبداية شهر شوال" ، وفقًا لراي الدكتور أمير حسين، أستاذ المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان.
وأضاف "فترة المكث في حلوان كانت سبع دقائق، وهي غير كافية لرؤية الهلال بالعين أو التليسكوب، وفي حلوان والقاهرة وتلك الأماكن تكثر فيها الملوثات التي تحول دون وضوح الرؤية" موضحًا أن الجو في منطقة توشكى يكون أنقى وأفضل لرؤية الهلال، "لكن الرياح المحملة بالاتربة حجبت الرؤية أيضًا" ليبقي الحال على ما هو عليه، لصعوبة رؤية هلال شهر شوال.
وفي مثل هذه الحالة تعتمد مصر على إعلان رؤية أقرب دولة في نطاقها الفلكي مثل "السعودية، الصومال، اليمن" لميلاد الشهر العربي الجديد.
ويتابع الدكتور أمير حسين حديثه، قائلًا "إن رؤية الهلال طبقًا للتليسكوبات لم تعد بالأمر الضروري الآن، ولكن يتم الاعتماد على الحسابات العلمية، والتي أصبحت أدق مقارنة بالرؤية البصرية بواسطة التليسكوب، بينما كانت مشكلة الأتربة من اصعب المشاكل التي تواجه فريق عمله، بينما إذا كان الجو نظيف وصافٍ، لتم استبيان الرؤية بوضوح.
و رؤية الهلال تتم يوم 29 للشهر العربي، ويتم رصده عند غروب شمس من ناحية الغرب، وحاليًا تواجه التلسكوبات الضخمة صعوبة في نقلها إلى الأماكن البعيدة، وعن التليسكوبات الموجودة في مصر، يقول حسين إنها كافية لرؤية الهلال، وبالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لا يهم أمر الهلال كثيرًا، وذلك لدراسة أجرام سماوية أهم بكثير من استطلاع الرؤية، على حد قوله.
فريق العمل الخاص بالدكتور أمير حسين لم يكن مصريًا خالصًا، ولكن اصطحبه أشخاص من إندونيسيا للحصول على بعض العلم الذي وصل إليه المصريون الممتهنون لهذه المهنة.
وأعلن الفريق المسؤول عن استطلاع الهلال عن أن بداية شهر شوال يوم الاثنين الموافق 28 يوليو 2014 ليبدأ أول أيام عيد الفطر .. هذا الإعلان استقبله موسى الإندونيسي، الطالب بجامعة الأزهر، ومن فريق الدكتور حسين بالفرحة و التهليل وهو نفس الأمر الذي استقبل به صديقه محمد رفقي، الطالب بالدراسات العليا بنفس الجامعة، استقبال العيد.
أما "يودا" الصديق الثالث بقسم أصول الدين والشريعة، فكانت خبرته السابقة في رؤية الأهلة أكبر من زملائه، إذ أنه رأى الهلال أكثر من أربع مرات في مصر، مرتان بمرصد حلوان، ومرتان بمرصد المقطم؛ ليؤكد أن مصر لم تستطع رؤية الهلال للشهر الجديد، وإنما اعتمدت على استطلاعه عن طريق دول الجوار، حسب قوله.