من فات قديمه: أراجوز «عم شعبان» ينافس الملاهى
«ياللا الأراجوز الشعبى.. ياللا الأراجوز جه يا ولاد».. هتاف ينتظره أطفال منطقة الحسين كل عام للإحساس بفرحة العيد، فمع بداية أول أيام العيد تبدأ خيمة الأراجوز التى تم نصبها فى أحد الأزقة بالقرب من منطقة الحسين فى تقديم عروضها التى تحظى بقبول أهالى المنطقة، ويتسابق الصغار فى الذهاب إليها.
من أمام الخيمة التى كُتب عليها «مسرح الفن الشعبى» يقف شعبان عبده متخلياً عن وقار سنه، حيث تخطى الستين، لبدء عرض الأراجوز، رافعاً شعار: «السعادة فى الدنيا مالهاش وقت ومش بفلوس». يعلم عم شعبان أن مسرح الأراجوز الذى يظهر فى الأعياد بدأ ينقرض بسبب ظهور الملاهى والنوادى، ولم يمنعه ذلك من نصب خيمة الأراجوز المحببة إلى قلبه، فيقول: «أمتلك ألعاباً أخرى أشارك بها فى الأعياد مثل الزنينة والبط والصواريخ والمراجيح، لكن الأراجوز له مكانة خاصة، لأنه كان أول شغلانة لىّ، وفتحة خير علىّ.
رد فعل الأطفال داخل الخيمة هو سبب آخر لحب شعبان للأراجوز: «لما بشوف عينين الأطفال وهى بتلمع وبسمع ضحكتهم بحس إنى عملت حاجة مهمة فى الدنيا»، كما أن ضعف العائد الذى يجنيه شعبان من خيمة الأراجوز، والذى -فى أحيان كثيرة- لا يتجاوز ثمن تكاليف النقل والتركيب، لن يكون سبباً فى انصرافه عن مهنة الأراجوز.