صالح جمعة.. موهبة كبيرة تلاحقها الأزمات
صالح جمعة
موهبة كروية مميزة بزغت في سنٍ صغير في سماء الكرة المصرية، برز من بين أقرانه في فئته العمرية حتى أنه حصل مبكرًا على لقب «المعلم» بسبب قدرته الفائقة على التحكم في الكرة وفي مجريات اللعب ورتم المباريات، وكأنه لاعب مخضرم متمرس، وليس مجرد ناشئ صغير في منتخبات الناشئين والشباب، ليتوقع له العديدون أن يصبح الفارس الجديد للكرة المصرية وحامل أختامها ورافع لوائها، إلا أن الموهوب الصغير قرر أن يقتل موهبته بيده من خلال عدم التزامه، ويضيعها عامًا تلو الآخر ويفقد كل الفرص التي تتاح له الواحدة تلو الأخرى أملًا في استخراج إبداعه المدفون، ليكتب اسمه في تاريخ الكرة المصرية في صفحة المواهب الضائعة، بدلًا من كتابته بحروف من نور كأحد أساطيرها وقادتها.
في الأول من أغسطس عام 1993 وُلد صالح جمعة، وبدأت موهبته المتميزة في البزوغ وهو في صفوف مركز شباب عرب الحصن، لم تمر سوى سنوت قليلة حتى لفت تألقه الشديد أنظار نادي إنبي ليقرر شراءه، وسرعان ما صعده للفريق الأول ليصبح أحد أهم عناصره الأساسية.
النادي البترولي كان بوابة «صالح»، للانضمام إلى صفوف منتخبات الشباب والأوليمبي والأول، لتمكنه مهارته من الاحتراف مبكرا بقميص ناسيونال ماديرا البرتغالي الذى ضمه لمدة موسم ونصف على سبيل الإعارة مع أولوية الشراء، لتخفق تلك التجربة سريعا دون أن يحقق النتائج المتوقعة من موهبته.
فور عودته لمصر مجددا في مفاوضات رسمية للتعاقد معه، لينجح الأهلي في ضمه في الثاني والعشرين من شهر يوليو عام 2015 في صفقة كلفت خزينة النادي نحو 7 ملايين جنيه، وسط توقعات أن يكون وريث موهبة أبو تريكة ويسير على نهجه في «قلعة الالتزام الحمراء».
داخل جدران النادي الأهلي حيث الفرصة التي ينتظرها أي لاعب لإثبات نفسه ونيل حب الجماهير العاشقة للفريق، توالت المشكلات على «صالح»، ليدخل في سلسلة من الأزمات، ليُوصف بـ«اللاعب غير الملتزم»، إما بسبب غيابه عن التدريبات بدون إذن أو لأسباب أخرى تتعلق بحياته الشخصية خارج الملعب.
السهر المتكرر أحد أهم المشكلات التي كان يعاني منها «جمعة»، وأحد أشهر العقوبات الموقعة عليه لذلك السبب، كانت خلال فترة ولاية محمد يوسف على رأس الجهاز الفني حيث تم إرسال صورا للاعب داخل إحدى الملاهي الليلية، لتوقع غرامة عليه، وخلال حقبة فايلر مع الأهلي، صرح أنه لن يوجد مع الفريق، موضحا: «عودة صالح جمعة للملاعب تعود إلى اللاعب نفسه الذي لم يطور من مستواه ويعتمد على اللعب الفردي».
في عام 2018، انتقل صالح جمعة للدوري السعودي ورغم أن الكثيرين تفاءلوا بانتقاله إلى نادي الفيصلي، لتكون فرصة له لاستعادة مستواه، إلا أن الأزمات والخروج عن النص بات يحدث منه بشكل متكرر في كل تجاربه بمسيرته الاحترافية، حيث شهدت فترة وجوده بالنادي السعودي عدم التزامه بالتدريبات فضلا عن زيادة وزنه بصورة ملحوظة ليقرر النادي السعودي رفع اسمه من القائمة المحلية.
مسيرته الكروية التي يتهمها البعض بالفشل ليست مع الأندية فقط، بل كان للمنتخب الوطني نصيبا من ذلك، فرغم انضمامه لمنتخب مصر إبان تولى الأرجنتيني هيكتور كوبر مسؤولية تدريب الفراعنة إلا أن الفتى الموهوب لم ينجح فى تثبيت أقدامه مع المنتخب للحاق بقائمة المشاركين بمونديال روسيا بسبب عدم التزامه مع الأندية التى يلعب لها.
بعد مشوار كروي غير ناجح داخل جداران النادي الأهلي، أكد خلاله 9 مدربين مروا على الفريق الأحمر، أن سبب عدم نجاحه هو عدم التزامه رغم مطالباتهم المستمرة له بالالتزام، والسبيل لنجاحه هو أن يعود للالتزام مرة أخرى، لينتقل إلى نادى سيراميكا كليوباترا ذلك الفريق الصاعد حديثا للدوري الممتاز.
الأداء الجيد لـ«جمعة» وسط الفريق الجديد على دور الدرجة الأولى، على وشك أن يهدده استهتاره وابتعاجده عن معايير التزام لاعب الكرة، بعدما نشرت الراقصة صافيناز الرسائل التي وصلتها من اللاعب، والتي نشرتها عبر قصتها بموقع تبادل الصور «إنستجرام»، وعلقت عليها «إيه ده» نظرا لكثرة القلوب التي أرسلها لها اللاعب في المحادثات.