مأساة «رغدة» وطفليها.. ذهبت لحضور زفاف شقيقتها فأصيبوا بحادث المادة الكاوية
"رغدة" جاءت لتحضر زفاف شقيقتها فاحترقت وطفليها في حادث المادة الكاوية
لم تذهب رغدة فضل كمال، ذات الـ25 عاما، لمنزل أسرتها منذ عيد الأضحى الماضي، وكانت تحترق شوقا لرؤية أسرتها التي لم تراهم منذ، عام فأحضرت الكثير من الملابس لها ولطفليها، تقوى ذات الـ4أعوام، ومحمد «عام»، لترى أسرتها وتحتفل معهم بزفاف شقيقتها، فتحوّلت فرحتها إلى كابوس، بعدما أُصيبت بحروق بنسبة 60% في قدميها، وطفليها بنسبة 50%، في حادث انقلاب سيارة مواد كاوية.
بينما كانت تستقل «رغدة» السيارة، وتقترب من منزل أسرتها، استنشقوا رائحة غريبة، ورأوا سيارة نقل مواد بترولية منقلبة على جانبها، وتسربت منها مادة غريبة غطت الأسفلت، وتفور بشكل كبير؛ فطلبوا من السائق الوقوف لكنه رفض، قائلا لهم: «هعديها بسرعة»، وما أن وطأت عجلات السيارة المادة الكاوية إلا وتطايرت واحترق السائق والركاب، وأصيب كل من حاول النزول منها بحروق بالغة.
وقال والد رغدة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّه فوجئ بشخص يتصل به ويخبره بإصابة ابنته وطفليها في حادث، ونقلهم إلى مستشفى الفيوم العام؛ فهرع إلى المستشفى بسرعة، فوجد ابنته مصابة بحالة انهيار عصبي، ثم أعطوها جرعة كبيرة من المخدر فنامت، وعندما استيقظت كانت في حالة صعبة؛ لخوفها على طفليها.
وأشار فضل كمال، أنّ ابنته لم تأت لزيارتهم منذ عام؛ فهي متزوجة في القاهرة، وتأتي في المناسبات فقط، مؤكدا أنّه طلب منها الحضور للمشاركة في عقد قران شقيقتها، الذي كان مقررا له أمس، وزفافها المحدد بتاريخ 19 من الشهر الجاري، ولكن كل شيء ألغي بسبب الحادث.
وأكد «كمال» أنّ الأطباء والتمريض بذلوا جهودا كبيرة مع مصابي الحادث رغم عددهم الكبير، الذي بلغ 15 مصابا و4 وفيات، ولكن للأسف الإصابات كبيرة وبشعة، والمصابين تشوّهت أجسادهم.
وطالب والد رغدة، المسؤولين بإجراء عمليات تجميل لابنته، نظرا لأنّ نصفها السفلي تشوّه بالكامل، وهي لا تزال في بداية حياتها، ولن تتحمل أن تعيش عمرها مشوهة، بالإضافة إلى صغر عمر أطفالها، وأنّهم سيكرهون أنفسهم عندما يكبرون بسبب تنمر من حولهم بهم.