ياسر السيد: «خروجى من بلدى غلطة وأخدمها ولو من غير فلوس»
«مصر رجَّعت لينا كرامتنا، وكرامة أجدادنا كلها».. بعيون دامعة، ولسان تتردد الحروف على طرفه، لخص ياسر السيد إحساسه لحظة وصوله إلى أرض الوطن، فلم يكن يتوقع بعد ما شاهده من موت محقق أمام عينيه، ومعاملة قاسية وسرقة لكل أمواله، أن يسأل الوطن عنه، ويرجعه إليه سالماً، ويكون كبار المسئولين فى استقباله.
فى ميناء الإسكندرية الدولى، على متن العبّارة «عايدة 4»، المكلفة بنقل المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية، شعر «ياسر» بالفرحة بعد أن عاد إلى أرض الوطن، ولا يملك من شقاء السنين سوى علم مصر، وبسمة ممزوجة بالبكاء مردداً: «اتبهدلنا كتير فى ليبيا، البلد الذى يقتل أبناؤه بعضهم البعض، وبعد أن رأيت الأوضاع هناك تيقنت أن مصر دى أم الدنيا والعالم كله».
وأضاف «ياسر»: «أول ما دخلت السفينة حسيت إنى فى مصر، بس أول ما دخلنا الحدود الإقليمية المصرية حسيت بشعور غريب، شعور الدفا والأمان، اللى عمرنا ما حسينا بيه، ولا عرفنا طعمه، وبنحمد ربنا كل ثانية، إننا فى دولة بتخاف على أبنائها، لأننا فعلاً حسينا إن إحنا لينا ضهر».
وتابع: «مصر رجعتلنا كرامتنا، وكرامة أجدادنا، وطاقم السفينة عاملنا أفضل معاملة، وكل شخص استقبلنا حسينا فيه بجد بمصريتنا، ووحدتنا».
واستكمل: «عمرى ما هخرج من بلدى تانى أبداً، الفلوس مش كل حاجة فى الدنيا، أهم حاجة الكرامة، والإنسانية والتقدير، واللى عمرنا ما هنحس بيهم إلا فى وطنّا، بين أهلنا، وأولادنا، وخروجى من مصر كان غلطة عمرها ما هتتكرر تانى أبداً، حتى لو هنخدم بلدنا من غير فلوس».
الأخبار المتعلقة
«عايدة 4» تعيد 248 هارباً من جحيم ليبيا إلى الإسكندرية
العائدون يسجدون على أرض ميناء الإسكندرية.. ويهتفون «تحيا مصر»
السيد أحمد: «بلدنا حاربت عشانا وهشتغل فى مشروع قناة السويس»
عم مصطفى أحد أفراد طاقم العبارة: هتبرع بأجر الرحلة لـ«تحيا مصر»
صالح العويطى: «لما قابلت المسئولين قلت مصر اتغيرت وبتخاف على عيالها»
خلف: «سرقوا شقا 5 سنين غربة وفرحان إن بلدى قدرت تحمينى»
«مصر للطيران» تنظم 3 رحلات جديدة إلى مطار «قابس» التونسى لإجلاء 700 من العالقين على الحدود