على الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها الأسرة، إلا أن نعمة محمود، تلك السيدة الاربعينية، بعد شقاء تمكنت من تحقيق حلمها، حينما التحقت ابنتها بكلية الحقوق، وأحست أن إرهاق السنين لم يضع هباء.
تقول«نعمة» إنها تعمل منذ 20 عاما في شارع بمنطقة العتبة، من أجل أن تساهم في تعليم ابنتها، وتصل بها إلي بر الأمان، وهدفها في ذلك أن تحصل الفتاة علي شهادة جامعية تحقق لها الأمان والاستقرار.
ولم تأخذ «نعمة» وقتا طويلا في التفكير، حينما وجدت أن ظروف المعيشة صعبة، هنا قررت أن تنزل إلى الشارع، وتفترش الرصيف، وتبيع طعمية: «كنت باقعد علي الرصيف، ومعايا ترابيزة بحط عليها الأكل، وكانت الإمكانيات قليلة جدا، بس كنت عايزة أعلم بنتي وافرحها، واخليها تاخد شهادة تنفعها، وربنا قدرني فعلا، ودخلتها كلية الحقوق».
عمل الأم في بيع الطعمية لم يكن كافيا، فهي تريد أن تقف إلي جوار زوجها الذي يعمل سائق، فقررت أن تقسم وقتها، ففي الصباح تعمل على إعداد الطعمية، في المساء «برجر» وتقول: «بأحاول برضك ازود الدخل علشان مصاريف الجامعة غالية».
تقف«نعمة» يوميا في منطقة الرويعي بالعتبة، وترفض أن تشاركها ابنتها في البيع: «عايزه أعززها» وتتابع اريد أن أصل بها إلى بر الأمان وأحلم بأن تمتلك شقة، وتقول عن حلمها: «قاعده إيجار جديد وفاضل فيه 4 سنين، وبعدها هترمي بره البيت أنا وجوزي وعيالي».
تعتمد«نعمة» على اجادتها فنون الطهي، في تجهيز الطعمية في الصباح، والبرجر ليلا: «كل حاجة عندي بيتي، وناس كتير هنا زبايني، وبيحبوا أكلي، وفيه ناس بتيجي مخصوص علشاني من أماكن بعيدة».
منذ شهر منحها أحد الجيران مبلغا ماليا كي تقوم بشراء عربة طعام متنقلة هدية لها: «لقيته باعت حد بظرف وقالي اشتري عربية، الحاج بيقولك».
وتضيف «مكنتش مصدقه نفسي من الفرحة وأخيرا هيبقي عندي عربية بدل الترابيزة، وقابلته بعدها شكرته».
تعليقات الفيسبوك