«منى» تفقد أبناءها الثلاثة في عيد الأم: السقف وقع عليهم وحقهم مرجعش
تعبيرية
عادة ما تتذكر الأمهات عيدهن الموافق 21 مارس بمزيج من السعادة والفرح، فمن هدايا حصلن عليها سابقا، وأخرى ينتظرنها من أبنائهن في العيد المقبل، تنتظر جميع الأمهات الاحتفال بيوم الأم، لكن الأمر يختلف كثيرا بالنسبة للسيدة منى أحمد، التي يذكّرها العيد هذا العام، بمأساة فقد أطفالها الثلاثة، تحديدا قبل عام، وهو اليوم الذي بدلا من أن تحتفل بتجمع أبنائها حولها وتتلقى هداياهم، ذهبت لدفنهم في اليوم ذاته، إثر وفاتهم جميعا بعد سقوط سقف الغرفة عليهم فجأة وعجزها عن إنقاذ حياتهم.
كانت «منى» كملايين الأمهات في مصر، تنتظر هدايا صغارها البسيطة التي تدخل السرور إلى قلبها، حيث تتذكر تفاصيل هذا اليوم المشؤوم قبل عام، عندما كان صغارها يجلسون بجوار جدتهم «والدتها» وأخوالهم، داخل إحدى غرف البيت الكائن في منطقة العزبة البحرية التابعة لمحافظة حلوان، وبينما كانت في المطبخ تعد الطعام، فجأة سمعت هزة قوية، فخرجت متجهة نحو الخارج، لتجد أطفالها يستغيثون تحت أنقاض السقف الذي سقط عليهم فجأة.
ألم المتجدد
تحكي منى، أن ابنها الأكبر «محمد» كان عمره 9 سنوات، و«مرام ومروان» توأم عمرهما 5 سنوات، وكان الثلاثة يجلسون في مكان واحد وهم يواصلون اللعب على هاتف الأم، وفجأة سقط سقف المنزل الآيل للسقوط، ويموت الأطفال الثلاثة تحت الأنقاض، لتدخل الأم التي حرمت من لقب الأمومة، في نوبة من الألم والصدمة لم تنته حتى الآن.
سنة مع إيقاف التنفيذ
تقول منى، إن البيت كانت تقيم فيه منذ 37 عاما، بنظام الإيجار القديم، وكان في حاجة لإزالة الطابق الثالث والأخيرة، وتنكيس الطابقين الأول والثاني، لكن صاحب البيت رفض مرارًا وتكرارًا: «قالنا هاسيبه لحد ما يقع عليكوا»، فتقدمت ببلاغ للنيابة لاسترجاع حق أطفالها وحكمت المحكمة بسجن صاحب العقار عام وتغريمه 10 آلاف جنيه، ولكن مع الاستئناف توقف تنفيذ الحكم: «كان بيهددنا وفي الآخر خد سنة مع إيقاف التنفيذ أنا عايزة حقي ولادي».
خسارة لن تُعوض برحيل أبنائها وفقدان لقب أم للأبد، خاصة أنها قررت العيش مع والدتها بعيدًا عن زوجها، تنتظر عدالة السماء حسب وصفها كي تبرد نار قلبها الذي تمزق برحيل الصغار الثلاثة: «عيد الأم داخل عليا حاسة بنار وعيالي مش حواليا».
وبعد مرور العام، لم تحصل الأم المكلومة على تعويض، واضطرت لاستئجار شقة صغيرة بقيمة 750 جنيه شهريًا: «ولادي ماتوا قدامي عيني ومقدرتش أعمل لهم حاجة وفضلوا تحت الحطام 3 ساعات لحد ما النيابة جت خرجتهم».