أيمن
على مدار عدة أعوام، قضاها ترحالا بين محافظات مصر المختلفة، يطوفها من شمالها لجنوبها، من الصعيد للإسكندرية، بحثا عن الرزق، ولنقل البضائع والخضروات والفاكهة، لتوفير دخل ومستقبل جيد لطفليه، لكنه قبل أيام قرر إضافة عملا جديدا لسيارته دون مقابل مادي.
أيمن جمال، بعد حصوله على دبلوم المهن الصناعية، سار على نهج والده، وانتقل للعمل على سيارة نقل كبيرة مخصصة للبضائع والأطعمة، داخل قرية أبو شوشة مركز أبو تشت، بمحافظة قنا، ليتسع عمله يوما بعد يوم في مختلف مناطق الصعيد، ومنها إلى القاهرة، التي يمكث فيها لأيام بحثا عن الرزق.
قبل أيام، خلال عمله في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، وجد فتاة تبحث عن سيارة لنقل «جهازها» كعروس للمنزل الجديد بالمرج بمبلغ بسيط، نظرا لظروفها المادية وكونها يتيمة الأب، ليسارع أيمن، 30 عاما، إلى مساعدتها بإمكانية تنفيذ عملية النقل عبر سيارته، لتتهلل أساريرها بعد حل تلك الأزمة الكبيرة بالنسبة لها.
«كانت هتستلف فلوس علشان تديني حق النقل، وأنا من الأول صممت مش هاخد منها حاجة».. مراعاة لضيق حالها وكونها يتيمة رفض الشاب الصعيدي الحصول على مقابل مادي منها وخرج باليوم التالي منذ الصباح الباكر لتنفيذ طلبها ونقل جهازها، ليمن عليه الله في المكان ذاته بنقل شحنة أطعمة لمكان آخر، ما جعله يشعر بأنه «رضا من ربنا وكرم من عنده».
وقرر أيمن أن يتخذ من تلك النقلات البسيطة عملا جانبيا له، بنقل جهاز العروسين للأيتام والمحتاجين، دون مقابل مادي «وكله لوجه الله»، في مختلف محافظات مصر دون عناء، لينشر ذلك عبر عدة صفحات بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ما لاقى تفاعلا كبيرا، ليصله خلال يومين حوالي 30 طلبا من الشباب، لذلك يستعد بعد أيام لنقل مستلزمات عروس من منطقة المرج بالقاهرة إلى نجع حمادي بمحافظة قنا.
لم يأبه الأب الثلاثيني بكون ذلك سيسبب خسائر لوقته أو البنزين، لإيمانه الشديد بأن الله سخره لخدمة الآخرين ومساعدتهم وأن «ربنا هيعوضني أكيد وكله من خير أبويا وعمي».
ويحرص أيضا أيمن جمال على مساعدة أهل قريته أبو شوشة مركز أبو تشت، بنقلهم أيضا لمختلف المناطق أو تأدية أي واجب، باستمرار، وهو ما يحاول ترسيخه لدى أبنائه مستقبلا.
تعليقات الفيسبوك