حكاية أودية «حبران والريينة» نقاط تجمع الضباط المصريين بسيناء تحت الاحتلال
عطيوي: السلطات الإسرائيلية اعتقلت عمي ٣ سنوات لمساعدته الجيش المصري
رفع العلم على مدينة طابا
شبه جزيرة سيناء، بوابة مصر الشرقية، تعرضت للاحتلال الإسرائيلي بعد حرب يونيو 1967، المعروفة بـ«النكسة»، أعدت مصر خطة لتحرير سيناء، بدأت بحرب الاستنزاف، مروراً بحرب أكتوبر 1973 المجيدة، وحتى قضية التحكيم الدولي وعودة طابا إلى مصر في عام 1989.
قصص وبطولات سطرها الجيش المصري، وبدو سيناء، لتحرير «أرض الفيروز»، والمساعدة في عودة السيادة المصرية على كل شبر من أرض سيناء.
الشيخ «سليمان عطيوي»، عضو مجلس النواب عن محافظة جنوب سيناء، تحدث لـ«الوطن» قائلاً إن هناك قصص وبطولات قام بها أهالي سيناء، منذ حرب الاستنزاف، دفع المواطنون ثمناً كبيراً من أجل عدم الإفصاح عن أسرار الجيش وتحرك الضباط المصريين في سيناء، لجمع المعلومات حول العدو الإسرائيلي.
وتابع بقوله إن والده أكد له أن أجهزة المخابرات طلبت منه وأشقائه وأجداده عدم مغادرة سيناء، للمساعدة في الدخول إلى عمق سيناء، ورصد تحركات العدو، وإرسال المعلومات إلى القيادة في القاهرة.
وأضاف أن المواطنين كانوا يعيشون أثناء الاحتلال في الوديان والمدن، و«كانت تحركاتنا محسوبة»، موضحاً أنه كان شاهد عيان على تسليم طابا ورفع العلم المصري عليها، في 19 مارس 1989، حيث حضر إلى مدينة طابا مستقلاً أتوبيس المدرسة، مع زملائه من مدرسة دهب الإعدادية، وصافح الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، الذي حضر بنفسه مراسم الاحتفال.
ومن بين هذه البطولات، بطولة قام بها الشيخ «سالم أبو صبحة»، من أهالي مدينة دهب، وكان يعمل مع الجيش المصري، وهو أحد المجاهدين الذين كان دورهم مساعدة الضباط المصريين في الدخول إلى عمق صحراء النقب، ومنطقة خليج العقبة، وعودتهم مرة أخرى.
وأضاف أنه عندما علم الاحتلال الإسرائيلي بما يقوم به «أبو صبحة»، تم إلقاء القبض عليه عام 1970، وتعرض للتعذيب في السجون الإسرائيلية، لأنه رفض الإفصاح عن خط سير الضباط المصريين، وأهم مناطق التلسيم والتسلم، حيث ظل قيد الاعتقال لما يقرب من 3 سنوات كاملة، إلى أن عاد ضمن عملية لتبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل.
وأشار «عطيوي» إلى أهم المحطات التي كانت تعتبر منطقة تسليم وتسلم الضباط والجنود المصريين، قائلاً إن والده حكى له عن اثنين من الأودية، الأول في راس سدر ويطلق عليه اسم وادي «الريينة»، والثاني وادي «حبران» بمدينة الطور، وكان الدليل البدوي يقوم بنقل الضباط والجنود من منطقة إلى أخرى، ويتسلمهم آخر لنقلهم إلى منطقة أخرى، حتي يصلوا إلى وادي «الريينة» أو «حبران»، للانتقال إلى الضفة الغربية لقناة السويس، بعد قيامهم بجمع المعلومات المطلوبة حول تحركات العدو.