الأزهر: الأمة المسلمة بذلت جهودا علمية كبيرة في تجديد العلوم الإسلامية
د. محمد الضويني وكيل الأزهر
افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، المؤتمر العلمي لكلية الدراسات الإسلامية للبنين بكفر الشيخ، اليوم، تحت عنوان «تجديد العلوم العربية والإسلامية بين الأصالة والمعاصرة»، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
ونقل الضويني، في بداية كلمته بالمؤتمر، تحيات الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وتمنياته بأن يخرج المؤتمر بتوصيات جادة تكون خير معين على استكمال ما بدأناه في عملية التجديد، وضوابط التعامل مع العلوم بلا شطط ولا انغلاق، مشيرًا إلى أن مفتاح التجديد في الفكر الإسلامي فهم الإسلام من ينابيعه الصافية.
وقال الضويني، إن الله –عز وجل- ختم الرسالات برسالة سيدنا محمد، ولما كانت رسالته عامة وخالدة وباقية مع تغير الحياة نفسها؛ كان التجديد بديلا عن تتابع النبوات الذي كان في الأمم السالفة، موضحا أن النبوة قد انتهت بكل عطاءاتها وقيمها إلى المجددين من هذه الأمة، من ورثة الأنبياء من العلماء، الذين يصلحون ما أفسده الناس «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا».
وأضاف أنه لما كانت هذه الرسالة الخاتمة تمثل منظومة متكاملة تشمل العقيدة والعبادات والأخلاق، وهي منظومة متماسكة الأجزاء، متفاعلة فيما بينها، فإنه لا يكاد يفهم أي جزء منها إلا من خلال علاقته بهذه الوحدة المتكاملة؛ ولذلك لا يمكن أن نستوعب مبدأ تجديد العلوم والمعارف الإسلامية، إلا في ضوء ذلك الفهم التكاملي، موضحا أن أمتنا وإن كانت تعيش أزمة حقيقية، تعددت أعراضها، وتنوعت آثارها؛ فإن جانبا منها يتعلق بإعمال العقل فيما يستجد في الحياة.
وأوضح وكيل الأزهر، أن سنة الله في خلقه مبنية على التطوير والتجديد من غير استغناء عن الأصول، فمفتاح التجديد في الفكر الإسلامي هو فهم الإسلام من ينابيعه الصافية فهما سليما خالصا من الشوائب، بعيدا عن تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، مع اعتبار لمعطيات الواقع في كل مجالات الحياة، مبينا أن الفكر الإسلامي لديه القدرة الخلاقة على البعث والإحياء والتجدد؛ فهو فكر قادر على أن يجدد نفسه داخليا، وأن يجدد الواقع من حوله خارجيا؛ لأنه فكر يجاري السنن الإلهية في الكون.
تجديد الخطاب الديني
وأشار وكيل الأزهر، إلى أن هذا المؤتمر العلمي تتمثل أهميته فيما يتوقع أن يجود به من نتائج وأفكار تعمل على مواجهة الفكر الحداثي الهدام الذي يدعو إلى الانسلاخ من ثوابت الأمة وقيمها، وفيما يمكن أن يبرزه من جهود تجديدية قام بها أعلام التراث الإسلامي والعربي
وفيما يكون فيه من توثيق العلاقات العلمية والإنسانية بين المشاركين على اختلاف التخصصات والدول، وفيما يكشفه مما في هذا التراث من عناصر متجددة مواكبة للتطور الحضاري، بما يضمن تكوين عقلية مستنيرة ومعتدلة تميز بين الثابت والمتغير، والكليات والجزئيات، والأصول والفروع، وتراعي الأولويات فتضع في المقدمة قضايا الأمة المصيرية؛ لتنهض الأمة من كبوتها، وتخطو إلى الأمام على هدى وبصيرة.
وأكد الضويني، أن الأمة المسلمة بذلت، عبر تاريخها القديم والحديث، جهودا علمية كبيرة في تجديد العلوم الإسلامية أسفرت عن تراث علمي خصب وهائل، يقدر بعشرات الكتب والمصنفات والبحوث، في مختلف فروع المعرفة الإسلامية وتخصصاتها، مضيفا وإيمانا من الأزهر بحتمية تجديد الفكر لمواكبة المستجدات
حضر المؤتمر الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمد أبوزيد الأمير نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، الدكتور أحمد عيسى نائبًا عن محافظ كفر الشيخ، الدكتور جمال عبدالوهاب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بدسوق، وعدد من عمداء وأساتذة وطلاب جامعة الأزهر.