رحلة كفاح مدام سهير: ربت 3 دكاترة وراعت والدهن المريض أثناء مرضها
أم الدكاترة: فخورة بما حققته مع أبنائي وفخور بتكريم الدولة لي
في منزل يملؤه الحب والصفاء تقيم سهير بنيامين حنا يوسف، صاحبة الـ63 عامًا، بحي مقبل في مدينة بني سويف، ورغم خروجها على المعاش ما زالت تعتني ببناتها الثلاث رغم تحقيقهن لحُلم والدتهن بحصولهن على شهادات تعليمية ما بين الطب والكادر الجامعي، ودائما ما تطالبهن باستمرار الدراسة، وكذلك الاعتناء بأطفالهن الصغار ومواصلة رحلة كفاحها معهم.
تروي «سهير» حكايتها قائلة: «تزوجت عام 1980 وأنجبت بناتي الثلاث، الأولى الدكتورة ميري والتي تزوجت وسافرت إلى استرليا الأن، والدكتورة دينا أخصائي علاج طبيعي، والدكتورة كريستينا مدرس مساعد بكلية العلوم، وخلال فترة دارستهن أصيب والدهن بفيروس سي وهن ما زالن في سن صغيرة، وواصلت كفاحي نحو تعليمهن، ورعاية والدهن، كذلك أصيبت أنا بجلطة تسببت لي في شلل أعاني منه حتى الآن، ووقتها كان بالنسبة لي التعب تعبين والشقى شقايين، وكنت أقيم بمركز إهناسيا وأعمل هناك مراجعة حسابات بالتعاون الزراعي، وأثناء ذلك قدمت لي إحدى زميلاتي الحاجة زينب في مسابقة الأم المثالية وفزت عن مركز إهناسيا».
وأضافت: «أثناء استكمال دراسة بناتي بالمدارس والجامعة اضطررت للانتقال والإقامة بمدينة بني سويف حتى نكون قريبين من أماكن مدارسهن ودروسهن وجامعاتهن، وتركت عشرتي وحبابيبي وجيراني، وأصريت على أن تحصل بناتي على التفوق وأعلى الدرجات، ودائما ما كنت أرافقهم إلى مدارسهم ودروسهم الخصوصية ومحاضراتهم بالجامعة، حتى أن المدرسين كانوا يخصصون لي مقعدا، كذلك كان أساتذة الجامعة يعرفوني جيدا وفي البداية كانوا يسألونني أنتي طالبة معانا هنا لحد ما عرفوني كلهم، حتى بنتي الأخيرة كانت تتوجه إلى ندوات أو مؤتمرات علمية، وكنت أرافقها أيضا».
وتابعت: «ربنا ساعدني في تربيتهن وكافئني على تعبي، والله كنت بعد طعام مخصوص لهن وآخر لوالدهن المريض، وكل ذلك تخلله مرضي الذي لم يعيقني عن مواصلتي رعايتهن وأبنائهن حيث أتابع معهم الآن ما درسوه أو ما حصلوه تعليميا وعلميا»، مشيرة إلى أنها تفاجئت بدعوتها لاحتفالية المرأة المصرية، التي شهدتها السيدة انتصار السيسي، حيث إن بناتها تقدمن بأوراقها دون علمها بداية من فكرة ابنتها الكبرى والتي طلبت من شقيقاتها تقديم الأوراق، ثم التواصل هاتفيا من قبل مديرية التضامن الاجتماعي بأنها ضمن المشاركين في احتفالية المرأة المصرية والتي حضرته السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس.
وأضافت: «فخورة بأبنائي وفخورة بما حققته معهم، وفخورة بان مجهودي لاقى تقديرا من الدولة».