جمعة: الاعتداء على الأملاك العامة للدولة أكل حرام مركب والمحتكر ملعون
وزير الأوقاف
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف، إن الحرام سم قاتل، مهلك لصاحبه في الدنيا، وإن أهمل إلى حين، دخل الحرام على الحلال بعثره، الحرام قاتل لصاحبه في الآخرة، أكل الحرام قتل بطيئ لصاحبه، أكل الحرام جريمة مركبة في ثلاثة أحوال، الأول إذا كان الحرام إعتداء على المال العام، أو الحق العام، أو الأملاك العامة للدولة، أو اخذ أي شيئ بدون حق سواء إعتداءا أو نهبا أو اختلاسا، أو رشوة أو باي شكل.
وتابع: «الإعتداء على المال العام أو الأملاك العامة أكل حرام مركب لكثرة الأنفس والذمم المتعلقة به، أما المال الخاص له شخص واحد معني به، فهناك بعض الناس يعتقدون أن لا صاحب للمال العام إما عدم وعي أو جهلا، فيظن البعض أن المال العام لا صاحب له أو يفلت من العقاب، لكن في ظل دولة قوية حاليا لا إفلات لمعتدي على المال العام، وإن تحايلت على البشر والقانون فلن تتحايل على الله».
وأضاف خلال آداءه خطبة الجمعة بمسجد عمر بن عبد العزيز بوسط مدينة بني سويف، اليوم، على هامش زيارته للمحافظة، في إطار احتفالاتها للعيد القومي للمحافظة، وكما قال رسولنا الكريم «كل جسدا نبت من سحت فالنار أولى به»، متابعا: «إن دخلت المسجد مصليا وفقا لأهل العلم، وفي ثوبك جنيه واحد من حرام لا تقبل صلاة لك ما دام عليك هذا الثوب لأن الله طيبا لا يقبل الا طيب، وإن تصدقت من حرام، لا تقبل صدقتك وإن حجيت رد عليك لا لبيك ولا سعديك وحجكك مردود عليك».
وأضاف: «الجريمة الثانية المركبة، هي كسب المال بأذى خلق الله غشا او احتكارا او استغلالا أو بهتانا، فلا يمكن للمسلم أن يكون غشاشا بأي شكل من أشكال الغش أو الاحتكار، فالمحتكر في اي سلعة ملعون» .
أما النوع الثالث من الجريمة المركبة في أكل الحرام وأشدها خطورة، هو أكل الحرام بخيانة الأوطان، سواء بالأبواق المأجورة التي تتطاول على أوطانها في الداخل والخارج، تلك الجماعات المشبوهة المتخصصة في كتابة التقارير المغلوطة عن أوطانها، فهم يتكسبون من الحرام على حساب اوطانهم.
وأضاف: «الإرهابيون والمتطرفون يذهبون إلى أقصى النقيضين في التحليل والتحريم، يستحلون ما يرغبون ويحرمون ما يرغبون لصالحهم، يستحلون لنفسهم كل شيء وعلى غيرهم يحرمون كل شيء».
وقال: «جماعات الجهل والتشدد والضلال سودت على الناس حياتها وجعلت الأصل التحريم، فاذا أكلت يقولون النبي لم يأكل هذا، واذا لبست يقولون الرسول لم يرتدي هذا، وهكذا، وكأن شيئ في الدنيا أصله حرام طالما أن لم يفعله النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام، مع أن إجماع اهل العلم في جميع العصور إن الأصل في الأشياء الحل والإباحة ما لم يرد به نص تحريم بالقران، فلا يوجد حرام إلا بدليل».