السن 50 سنة.. والأمل فى وظيفة تناسب اللحية
أذان الفجر هو المنبه الطبيعى لاستيقاظه، يهب واقفاً من سريره كما يُطلق عليه، رغم أنه مجرد «مرتبة» مُهترئة موضوعة على الأرض، يتوضأ ثم يتوجه إلى الزاوية الصغيرة التى تجاور بيته، يؤدى فرض الله عليه، يستغرق فى خشوع رافعاً أكف الضراعة إلى خالقه بأن يرزقه عملا صالحا يستطيع من خلاله أن يكفى احتياجاته الأساسية من طعام وشراب، يخرج ليتناول إفطاره: «بجيب إزازة زيت زيتون وبفطر بيها مع شوية عيش ناشف بتكفينى لمدة شهر».
يخوض عمر محمد رحلة يومية للبحث عن عمل فى الإسماعيلية، فى كل مرة يجد جوابا مفاده الرفض، إما لعدم وجود عمل وإما لسنه المتقدمة -50 سنة- هذه المرة قادته قدماه إلى أحد مقاهى الإنترنت، تلقى جوابا جديدا «انت شكلك طيب يا حاج وأنا هحاول أساعدك»، أخذ الشاب بيانات «عمر» ثم طبع أكثر من 200 نسخة مجاناً من طلب وظيفة، تصدرته الآية الكريمة «إن الله لا يُضيع أجر المُحسنين»، وحمل طلب الوظيفة البيانات التى طلبها عمر: «طلبت انه يكتب لى إنى نظيف السوابق يعنى مش علىّ جنح ولا مُسجَّل.. لفيت فى الشوارع ووزعت الورق، والناس احترموا الطريقة دى».
عرف الشيخ عمر محمد الشقاء منذ كان فى العاشرة من عمره، ترك المدرسة بسبب فقر أسرته، وتنقل من عمل إلى آخر: «شوية أصطاد سمك من الترعة، أو أجمع بلح من على النخل وأبيعه»، حتى استطاع أن يعمل سائقاً لسيارة ميكروباص، وتنقّل بين خط إسكندرية والخط الداخلى لمحافظة الإسماعيلية، لكن «الكار» لم يعجبه: «عشان تشتغل على الطارة لازم تكون صايع.. وأنا راجل مُلتحى».
ضاقت الأحوال بالشيخ العجوز، ترك عمله، فتركته زوجته وأخذت معها أولاده، ولا يجد سبيلا لعودتها إليه إلا بأن يعود للعمل؛ فهو البديل بالنسبة له عن السرقة والتسول.