أبناء الأقصر يحتفون بموكب المومياوات: «شكراً للأجداد»
موكب المومياوات
حالة من الفخر والسعادة عاشها أبناء محافظة الأقصر، بالتزامن مع الحدث التاريخي الذي شهدته مصر مساء اليوم السبت، والمتمثل في نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بميدان التحرير، إلى متحف الحضارات المصرية بمنطقة الفسطاط بالقاهرة.
«عظمة بتحصل في بلدنا، وصول ملوك وملكات مصر للفسطاط»، واحدة من عبارات الفخر والاعتزاز التي انتشرت على الصفحات الشخصية للمواطنين من أبناء الأقصر، على موقع «فيسبوك»، وجهوا فيها الشكر لأجدادهم القدماء، على ما تركوه لهم من إرث وتاريخ، جعلهم يعيشون هذه اللحظة، التي تنقلها معظم وسائل الإعلام في العالم لما يحمله الحدث من تاريخ مصر القديم.
«محمود عبد الحميد»، باحث أثري بمنطقة أثار مصر العليا في الأقصر، قال إن هذه اللحظة فارقة في تاريخ المصريين، ومن قبلهم أهالي الأقصر، الذين كانوا شاهدين على خروج تلك المومياوات الملكية من باطن مدينتهم، لتبدأ رحلتها التاريخية إلى المتحف المصري بميدان التحرير، قبل أن يتم نقلها اليوم، إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
وأضاف «عبد الحميد»، في تصريحات لـ«الوطن»، أن الأقصريين كانوا حاضرين لكواليس اكتشاف المومياوات بالبر الغربي، على مدار قرن ونصف، حين تم اكتشافها في خبيئتين، إحداهما خبيئة «الدير البحري»، والأخرى خبيئة «وادي الملوك».
وقال «محمد راشد»، باحث أثري، إن الأقصر عاصمة مصر القديمة لم تبح بعد بكل أسرارها، ففي عام 2019، تم اكتشاف خبيئة «العساسيف»، في البر الغربي بمركز القرنة، على يد بعثة مصرية بالكامل، وهي خبيئة أثرية تضم 30 تابوتاً خشبياً ملوناً بوجه آدمي، يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وجميعها من الأسرة 22 في مصر القديمة.
وقالت «الزهراء حسن أمين»، من مركز إسنا جنوب الأقصر، إن أي دولة في العالم، مهما كانت تملك من الثروات والأموال والأبراج العملاقة، فلن تمتلك تاريخ مثل تاريخ مصر، معبرةً عن فخرها واعتزازها بهذا الموكب العظيم.
وأضافت أن «هذا المشهد لا يقدر بثمن، ولن تشتريه كنوز الدنيا، ففي الماضي حارب هؤلاء الملوك الهكسوس، ودافعوا عن مصر، واليوم نحن على العهد، نستكمل أحلامهم نحو مصرنا، وندافع عن نهر النيل».
وقال «أحمد شوقي»، موظف بوزارة الصحة، إنه سيحكي لأبنائه أنه شاهد هذه اللحظات الفارقة في تاريخ مصر، والتي اقشعرت لها الأبدان فخراً، مشيراً إلى أن أبناء الأقصر، بصفة خاصة، أكثر فرحة وفخراً، حيث أنهم يشاهدون بأعينهم أجدادهم يسيرون وسط مرأى ومسمع من العالم أجمع، مؤكداً في الأخير أنه يشعر الآن بكل أقصري، والفخر يملؤه، قائلاً: «دول أجدادي».