حكايات من دفتر الغارمات.. «جيهان» لعبت دور الأم والأب فسجنتها الديون
صورة تعبيرية
عُرفت الأم بتضحياتها التي لا نهاية لها، حتى وإن كان الثمن بقاءها لعدة سنوات خلف الأسوار، هذا ما فعلته السيدة جيهان رمضان، صاحبة الـ42 عامًا، من أجل ابنتها الكبرى آية محمد، فبعد إصابة الأب بشلل رباعي منذ طفولة الأبناء، لعبت الأم الدورين معًا، وحين كبرت فتاتها وأصبحت «على وش جواز» اضطرت لشراء جهازها بالتقسيط بموجب إيصالات أمانة، لعدم قدرتها المادية.
جهاز البنت مقابل السجن
تحكي الابنة أن والدتها ضحت بكل شيء من أجلها هي وإخوتها لم تبخل عنهم بأي شيء حتى وإن كان على سبيل راحتها وحريتها، كل ما تريده أن تجدهم في أحسن حالة وتوفر لهم احتياجاتهم قدر استطاعتها، وحين اقترب موعد زفافها اضطرت الأم للتقسيط وتعريض حياتها للخطر من أجل إسعاد ابنتها وبعد أن تزوجت عجزت الأم عن السداد ووجدت نفسها في طريق مسدود آخره السجن.
عجزت الأم عن سداد شيك بـ18 ألف جنيه
تقول «آية» إنهم ستة أبناء، ثلاث فتيات وثلاثة أولاد، مؤكدة أن إخوتها أصغر سنًا منها: «لما جيت أتجوز، أمي كان كل همها متحسسنيش بحاجة وتجبلي اللي عايزاه زي البنات»، لافتة إلى أن والدتها كانت تعمل في مهن عديد من أجل توفير قوت يوم أبنائها: «أمي اشتغلت في محل منظفات وشغلانات كتيرة كل ده عشان تقدر تلبي طلباتنا وتوفر علاج والدي المريض، وبعد ما جهزتني عجزت على تسديد شيك بـ10 آلاف جنيه وشيك تاني بـ 8 آلاف جنيه».
مرض الأب وعجز الأم
تدهورت الحالة الصحية للأب «عمود البيت»، وأصبح يعاني من قرح الفراش التى كانت تأكل جسده شيئًا فشيئًا، وعجزت الأم عن دفع إيجار البيت وكذلك دفع الأقساط، بحسب «آية» التي قالت: «صاحب العقار طرد أمي وإخواتي وفضلوا في الشارع بلا مأوى».
سداد الديون وعودة الحياة
ظلت تبحث الأسرة عن مكان تسكن فيه حتى وجدت غرفة واحدة بالإيجار أيضًا وعاشت على الأرض دون أثاث: «لتجد أمي نفسها وسط كل هذا محكومًا عليها بالسجن لعدم سداد الشيك»، أخبرتها إحدى صديقاتها بالتواصل مع مؤسسة مصر الخير كي تسدد ديون والدتها وبالفعل قامت المؤسسة بمساعدة الأسرة الفقيرة وأخرجت الأم من السجن بعد أن لاقت إهانة واعتداء من بعض المسجونات.