حوار مع متطرف.. عرض «مومياوات الملوك» محرم شرعا: إكرام الميت دفنه!
خبير أمنى: يستحيل توحيد «الأجنحة العسكرية» وستصل حتما لحروب أهلية
لواء دكتور/ شوقي صلاح أستاذ القانون بأكاديمية الشرطة المصرية وخبير مكافحة الإرهاب، رئيس قسم المواد الشرطية بالأكاديمية الملكية للشرطة بالبحرين "سابقا"
«يعتبر التطرف الدينى أخطر أنماط التطرف، ففيه تستحل الدماء والأعراض والأموال، وغالبا ما يقود صاحبه إلى الدخول في دائرة الإرهاب» وفقا لوصف الدكتور شوقي صلاح أستاذ القانون بأكاديمية الشرطة المصرية وخبير مكافحة الإرهاب.
ويعرف الدكتور شوقى صلاح فى تصريحاته لـ«الوطن» التطرف الدينى بأنه فيروس فكري يصيب المتطرف؛ ويكون له انعكاساته الخطيرة على سلوكه، وعن مفارقة فى بحياته يقول: «أن الصدفة جمعته مؤخرا بشخص متطرف، ودار بينهما حوار كشف من خلاله عن أصول التطرف ومرجعيته الفكرية والدينية، وكلها تبدو أصول واهية، تتحطم على أبسط قواعد المنطق».
وفي بداية لقائه مع المتطرف يؤكد ضرورة وضع ضابط أساسي للحديث؛ ألا وهو ابتعاد النقاش عن الطابع الديني: «قلت له أن ثقافتي الدينية لا تؤهلني للرد على الجوانب الدينية؛ فأنا أحترم التخصص، فالمتطرف غالبا يحفظ عددا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية؛ ويفهمها بطريقته الخاصة لذا حرصت على أن يرتكز الحوار على مناقشة يحكمها المنطق العقلي المجرد».
سلوك الدواعش ضرب قضية الدعوة للاسلام فى مقتل
هل سلوك الدواعش أثر إيجابيا في صورة الإسلام أمام غير المسلمين على مستوى العالم ؟ كان سؤال آخر وإن كنت لا أريد المصادرة على الإجابة إلا أن سلوك الدواعش من وجهة نظري ضرب قضية الدعوة للإسلام في مقتل فكانت إجابة المتطرف أن داعش تسعى لتطبق شرع الله في الأرض بصرف النظر عن رأي الآخر، فلا يهمنا إلا رضا المولى عز وجل.
أرجوك الإجابة بما يتفق والواقع الحقيقي للأمر ليرد الرجل: نعم ربما سلوك التنظيم كان أحيانا صادما للآخر، ولكن لا شك أن التنظيم كان أيضا جاذبا لمسلمين كثر جاءوا من كافة أرجاء المعمورة ليلتحقوا بالتنظيم؛ تنظيم دولة الخلافة الإسلامية بإذن الله.
اللواء شوقى صلاح يتابع: أن حوارى مع المتطرف أثبت أنهم لا يعترفون بالديمقراطية أي بسيادة الشعب، كما انتقلت فى حواره معه لزاوية أخرى فسأله: هل اطلعت على حوار محمد الظواهري؛ القيادي بتنظيم الجهاد - شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة - المنشور بإحدى الجرائد عقب خروجه من السجن بعفو رئاسي؟ فرد الرجل: نعم حوار الشيخ محمد الظواهري سبق وقرأته ولكني لا أتذكر تفاصيله بدقة فقاطعته: اعذرني فأنا لا أتفق مع من ينعتون محمد أو أيمن الظواهري بوصف الشيخ؛ فهذا الوصف رفيع المقام لا يستحقه من هم على شاكلتهما في فكرهما الديني، فالشيخ عندي هو صاحب علم في الدين الإسلامي إذا سئل أجاب.
محمد وأيمن الظواهرى
واستكمل: استأنفت كلامي ودعوته لنبحث عن حوار محمد الظواهري من خلال أحد محركات البحث على الإنترنت، وبالفعل أدركنا هدفنا، وقرأت معه تصريحات محمد الظواهري؛ حيث توقفت أمام قوله: نحن نرفض العملية الديمقراطية برمتها؛ وبالتالي نرفض الانتخابات؛ ولا نعترف بسيادة الشعب، فالسيادة لله وحده، وتطبيق الشريعة ليس اختيارا بل هو إلتزام على ولي الأمر»، وسألته ما رأيك فيما ذهب إليه الظواهري ؟ فرد : لماذا يا أخي لا تقبلون تطبيق الشريعة الإسلامية ؟ فحكم الله فيه الخير كل الخير، ولماذا ترفضون فكرة إقامة دولة الخلافة الإسلامية ؟ المشكلة عندكم.
دعيت «المتطرف» للاتفاق أولا بأن الديمقراطية والانتخابات لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، فإذا لم يعرفها الإسلام بوضعها الراهن إلا أن في الأمر سعة، فلم يعرف الإسلام الكثير من النظم الحديثة: علمية؛ اقتصادية؛ سياسية ومع هذا فإنها لا تتصادم مع مبادئه.
ثم انتقل الحديث لزاوية أخرى من حديث الظواهري، فعندما سئل: هل لابد لأي تيار إسلامي أن يكون له جناح عسكري؟ فأجاب: نعمل ما يأمرنا به الله؛ يأمرنا بالدعوة فندعو؛ ويأمرنا بالجهاد فنجاهد بهذا يؤكد الرجل على ضرورة وجود جناح عسكري لكل تنظيم أو جماعة، ما رأيك ؟
«نعم لكل تنظيم جناح عسكري ويمكن بعدها أن يتم توحيد هذا الأجنحة تحت لواء واحد، وهو ما سنطلق عليه جيش الدولة الإسلامية أو جيش الخلافة»، فأجاب اللواء شوقى: «أنت تعلم أن هناك اختلافات فكرية عميقة بين تلك التنظيمات وبالتالي عندما تتصارع على السلطة يستحيل توحيدها تحت لواء واحد؛ وسيظل كل تنظيم سواء «داعش؛ الجماعة الإسلامية؛ القاعدة؛ الجهاد؛ لواء الثورة؛ حسم»، محتفظا بجناحه العسكري وسيرغب كل تنظيم في إخضاع الآخرين، وسنصل بهذا حتما لحروب أهلية، تضيع معها الدولة وتتفكك؛ وهو عين ما يصبو إليه أعداء الإسلام.
وتطرق الحديث إلى تصريحات وجدي غنيم وانتقاده لاحتفالية نقل المومياوات الملكية من متحف التحرير لمتحف الحضارة بالفسطاط، من خلال تسجيل له على youtub موجها سهام النقد للحدث من ناحية أن الملكة «تي» شعرها يعرض في المتحف وهو عورة.. ! ما رأيك في قول هذا الرجل المحسوب على جماعة إرهابية وفقا لأحكام القضاء المصري؟ فأجاب الرجل أولا وجدي غنيم هذا لا نعتبره عالما أو فقيها في المسائل الشرعية فهو شخص حاقد وفظ وغبي أما عن المومياوات والاحتفالية التي تحدثت عنها؛ فإن لأجساد الموتى حرمة في شريعتنا الإسلامية، تتعارض بالطبع مع عرض جثثهم في معارض ليشاهدها الجمهور، ومع هذا يمكن أن نستفيد من عرض الآثار الأخرى أما الجثث فتكريمها بدفنها بدلا من عرضها في فاترينات، ولنبحث عن طريقة أفضل للتعامل معها بما يتفق وما لجسد الموتى من حرمة.