مُعلمة تعيد إحياء تراث «الكتاتيب» لرفع مستوى التعليم بالفيوم
لرفع مستوى التعليم.. "فاطمة" تعيد إحياء تراث "الكتاتيب" بالفيوم
في منزل بسيط مبني من الطوب الأبيض وسط الأراضي الزراعية، يجلس عدد من الأطفال داخل أحد «الكتاتيب» بقرية بني عتمان بمركز سنورس بمحافظة الفيوم، لحفظ القرآن الكريم، وتعليمهم أساسيات القراءة والكتابة، فضلًا عن الحساب واللغة الإنجليزية.
وأطلقت شابة مبادرة لإعادة إحياء تراث «الكتاتيب» في قرى محافظة الفيوم مرة أخرى، بعدما قاربت على الاندثار؛ لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم الأطفال القراءة والكتابة بطريقة صحيحة، خاصة عقب انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وغياب الطلاب لفترات طويلة، ما أثر على مستواهم التعليمي بصورة كبيرة.
تعمل فاطمة أحمد عطية، مُعلمة، ولاحظت تدني مستوى الطلاب بشكل كبير خاصة في القراءة والكتابة خلال الآونة الأخيرة نظرًا لانقطاعهم فترة طويلة عن الدراسة بسبب فيروس «كوفيد-19» فضلًا عن أنّ معظم الطلاب يتغيبون عن المدرسة بسبب خوف أسرهم عليهم من الإصابة بالفيروس، وفقا لحديثها لـ«الوطن».
وأضافت أنها نشأت وتعلّمت القراءة والكتابة في «كُتّاب» القرية، وقررت إعادة إحيائه مرة أخرى، لنشر ثقافة حفظ القرآن الكريم لدى الأطفال، فضلًا عن تعلم القراءة بالطريقة النورانية، وبالفعل بدأت في قريتها ببني عتمان بمركز سنورس، وعندما لاقت قبولًا من قبل الأهالي أنشأت كُتّابًا آخر في القرية المجاورة لقريتها وتدعى عزبة عيسى.
وأوضحت أنها أطلقت مبادرتها منذ شهرين، وبدأ يستجيب لها أشخاص آخرين ويفتتحون في قراهم كتاتيب ويتواصلون معها لمعرفة ما تقوم بتدريسه للأطفال، لافتةً إلى أن «الكتاتيب» تراث نشأت وترعرت فيه وتعلّمت فيه القراءة والكتابة وحفظ القرآن، مؤكدةً أنّها ستُساهم في تحسين مستوى الطلاب خلال الفترة الحالية في ظل تغيبهم الكثير بسبب فيروس كورونا.
وأشارت إلى أنّها تؤسس في الكُتّاب الطلاب في القراءة والكتابة بطريقة «نور البيان»، وتعليم أساسيات الحساب، وتعليم أساسيات اللغة الإنجليزية، وتحفيظ القرآن والآداب والأحكام والتجويد والأحاديث النبوية.
وبيّنت أنّها تستخدم وسائل بسيطة جدًا لكي تغرز في الطلاب حب الكُتّاب مثل شراء الشيكولاته لهم، أو عمل بعض الساندوتشات، أو توزيع الحلوى والكيك، تلك الأمور البسيطة تجعلهم يتسابقون فيما بينهم على الالتزام والتفوق.
ولفتت إلى أنّه إذا انتشرت تلك الفكرة وأصبحت كل قرية تضم كُتّاب سيتحسن مستوى الطلاب على مستوى المحافظة وبشكل كبير خصوصاً أنّ الكٌتّاب تخرّج منه الكثيرين من الأدباء والعلماء أبرزهم طه حسين ورفاعة الطهطاوي.