سياسيون: بيان «الخارجية» نقطة تحول فى الخطاب المصرى تجاه «أمريكا»
وصف سياسيون بيان «الخارجية المصرية»، عن أنها تتابع عن كثب تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات فى مدينة «فيرجسون» الأمريكية، وطالبت فيه السلطات الأمريكية بالتحلى بضبط النفس فى تعاملها مع الأحداث، بالبيان الموفق، لافتين إلى أن رد «الخارجية الأمريكية» على بيان القاهرة، بأنها «تحترم حرية التعبير بدرجة أكبر من مصر»، كشف عورة أمريكا، التى «تقزمت» بسبب الازدواجية ومواقفها غير النزيهة.
وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن بيان «الخارجية المصرية» أسعد الرأى العام لدينا، وتقبله الشعب بارتياح شديد، مضيفاً: «لا شك أن التعبير عن موقف معين يُعد أمراً جيداً من قِبل الخارجية الأمريكية، وإن لم يكن له فى النهاية أثر فعال، ومن المعروف أن أمريكا من أوائل الدول فى انتهاك حقوق الإنسان، وسجونها تعتبر الأسوأ فى العالم».
وقال الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى، إن بيان الخارجية يمثل تصرفاً ذكياً، وفيه معنى للقاعدة الدبلوماسية، وهى «المعاملة بالمثل»، مستنكراً تدخل أمريكا فى شئون الآخرين وعدم تقبلها تدخل الآخرين فى شئونها، مؤكداً أن موقف «الخارجية المصرية» موفق، خصوصاً أن أمريكا هى الأكثر خرقاً وانتهاكاً لحقوق الإنسان، ورغم ذلك تُنصب نفسها معلماً للشعوب، ووصياً عليها، وعليها أن تشرب من نفس الكأس.
ووصف «الفقى» رد الخارجية الأمريكية بأنه موقف طبيعى، يُعبر عن حالة الغيظ التى انتابتها من بيان «المصرية»، لافتاً إلى أن الشرطة الأمريكية قاتلة وعنصرية، ولها سجل حافل بالانتهاكات والتعذيب.
واعتبر الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بيان الخارجية المصرية موفقاً، حتى تتوقف أمريكا عن التدخل فى شئون الدول، وتعلم أن كل بلد مسئول فقط عما يحدث داخله، قائلاً: «أمريكا تركت كل ذلك يحدث داخل أراضيها، فيما اتجهت فقط للتعليق على كل شىء يحدث فى الدول الأخرى، وبيان الخارجية المصرية، ذكرها بأن كل ما استنكرته ورفضته فى تعامل الأمن المصرى مع مظاهرات العنف، تفعله هى الآن مع المظاهرات السلمية، وبشكل أشد قسوة، لذلك تحول رد الخارجية الأمريكية من الهجوم إلى الدفاع عن نفسها لتبرر قمعها».
وقال الدكتور صبرى سعيد، أستاذ العلوم السياسية المحلل السياسى، إن بيان مصر يمثل تحولاً فى نوعية الخطاب تجاه أمريكا. وأكد «سعيد» أن رد «الخارجية الأمريكية» يمثل نوعاً من «عناد الصغار»، الذى يوحى بأن أمريكا «تقزمت» بالفعل، نتيجة مواقفها غير النزيهة.
الموقف المصرى وصفه السفير عبدالرؤوف الريدى، مساعد وزير الخارجية السابق، بأنه يتواكب مع التوجه العالمى الجديد فى احترام مبادئ حقوق الإنسان، وقال: «من حق أى دولة حرة مستقلة أن تعبّر عن رأيها فيما يحدث فى أى دولة أخرى فى العالم خاصة بعد تراجع مبدأ عدم التدخل فى شئون الدول الذى نصت عليه المواثيق الدولية فى السابق»، وشدد على حق مصر فى إبداء موقفها مما يحدث فى أمريكا وإدانة أى عمل من شأنه التعرض لحقوق الإنسان، وأن دعوة الخارجية المصرية الجانب الأمريكى لضبط النفس وعدم استخدام القوة المفرطة فى التعامل مع التظاهرات تأتى فى إطار الحق فى التعبير السلمى عن الرأى وإعلاء مبدأ حقوق الإنسان، وعلى الأمريكيين تفهُّم وتقبُّل الموقف المصرى الرافض للعنف.