جوانتي الأمان.. الممرضة البرازيلية صاحبة قفاز الماء لمصاب كورونا: شعر بأهله
«ليديان»: كانت يده في شدة البرودة ولم تفلح المحاولات لتدفئتها
قفازات مملوءه مياه باردة لدعم مريض كورونا
تملك فيروس كورونا من جسده، دخل في حالة إعياء على أجهزة التنفس الصناعي داخل مستشفى، يده ممدودة بجانبه، نالت البرودة منها، مال كفها جانبها وكأنما يحتاج من يحنو عليه، يريد الشعور بقرب أسرته منه، لتقرر إحدى ممرضات المستشفى التخفيف عنه بطريقتها البسيطة التي ترجمت بها كل معاني الإنسانية والرحمة، واضعة قفازين من البلاستيك ملأتهما بالماء الدافئ، على كف يده، لتحفز مراكز الإحساس لديه، فينتقل إلى خياله أن أسرته حوله، ويحيط حنانهما بيديه في لفتة إنسانية جابت العالم وتسللت إلى قلوب الملايين، كما سيطرت على خيال المريض وعقله وقلبه ومشاعره ووجدانه.
«لا يكفي أن تكون محترفا.. يجب أن تكون إنسانا» بهذه الكلمات بدأت «ليديان» حديثها لـ«الوطن»، تلك هي ما تفرضه مهنة الممرض على صاحبها أن يكون لديه المقدرة على مساندة المريض معنويا وإنسانيا مهما كلفه الأمر، لذا جاءت فكرته في إطار المساندة الإنسانية، وأكثر شيء يمكنه أن يدعم المريض نفسيا، شعوره أن هناك من يمسك بيده بدفء.
تلك الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت لأحد مصابي كورونا في المستشفى، كانت حالته سيئة وجرى وضعه على أجهزة التنفس الصناعي، إبان ذلك كان يده شديدة البرودة، «وفقا للتمريض في مثل تلك الحالات يجري لف اليدين بالقطن والشاش»، إلا أن ذلك لم يحدث أي تأثير، فجاءت فكرة تدفئتها باليدين، ومنذ مرضه كان المريض ينادي على أحد أقاربه، لذا قررت أن تضعها في طريقه، وتظهر أن هناك من يمسك بيده، «وضعتها بين أصابعه وكأنهما يدين متشابكتين».
تلك الصورة نشرتها «ليديان» على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، بهدف حث زملائها في مهنة التمريض بالبرازيل على توفير الدعم النفسي لمرضى كورونا، في مارس الماضي، لأنهم في أشد الحاجة إلى ذلك، «لم أكن أتوقع الانتشار الكبير لهذه الصورة وأن تنال هذا التعاطف الكبير في الدول العربية».
فكرة الممرضة الأربعينية جرى تطبيقها في العديد من المستشفيات البرازيلية، حيث شاهدت زملائها «ماريا وفانيسا»، ذلك المشهد وعملوا على الترويج له بين العاملين في مهنة التمريض، حتى أصبحت متداولة في المستشفيات، وتُعرف تلك التقنية هناك باسم «اليد الصغرى».