بيوزعوا فوانيس.. «رامي وميرا» زوجان قبطيان ينشران البهجة في الفيوم
بيوزعوا فوانيس.. "رامي وميرا" زوجان قبطيان ينشران البهجة في الفيوم
فوانيس صغيرة وميداليات مدون عليها عبارة: «رمضان كريم.. أخويا المسلم أنا بحبك»، هدايا صغيرة وبسيطة ضمتها راحة يد «رامي وميرا»، يوزعانها على المارة والباعة الجائلين وأصحاب المحال التجارية وأطفال الشوارع، حيث سيطرت البهجة على المسلمين الذين حصلوا على الفانوس بعدما تفاجئوا به وأعجبهم كثيراً.
زال الخوف من قلبي «رامي وميرا»، تشجّعا أكثر للاستمرار في توزيع الفوانيس، حيث كانا يخشيان كثيراً رد فعل المسلمين، فإنطلقا يوزعان فوانيس رمضان في مناطق مختلفة بشوارع مدينة الفيوم، حيث يصافحان المواطنين ويفتحان أيديهما ويتفاجئ الطرف الآخر بالفانوس.
وقال رامي ناجح إنّه كان يجلس هو وزوجته «ميرا عادل»، يفكران في تقديم رسالة حب للمسلمين في الشوارع، خصوصاً أنهما خادمان في الكنيسة الإنجيلية بالفيوم ويقومان بتوزيع الشيكولاته على المسلمين بمناسبة حلول الشهر الكريم، ولكنهما كانا يريدان فعل شئ مختلف.
وأضاف «رامي»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّه إتفق هو وزوجته على صناعة فانوس صغير وميداليات على شكل فانوس محفور عليه عبارة «رمضان كريم» من ناحية و«أخويا المسلم أنا بحبك» من الناحية الأخرى.
وأوضح رامي أنّهما كانا يشعران بالخوف من رد فعل المسلمين، خصوصاً في ظل انتشار فيروس كورونا، وكيف سيتقبل الطرف الآخر التسليم بيديه، ويأخذ فانوس منه، ولكنهما تحديا خوفهما ونزلا إلى شارع السنترال في البداية، وفوجئا برد فعل جميل وفرح شديد من قبل من يحصل على الفانوس، فتشجعا أكثر على الانطلاق وتوزيع الفوانيس على الكثيرين.
وأشار إلى أنّهما وزعا الفوانيس على أولاد الشوارع، والباعة الجائلين، والبسطاء الذين لا يقرأون ولا يكتبون حتى يفهموا رسالة الحب، موضحاً أنّه تم توزيع الميداليات على المُتعلمين لأنهم قادرين على القراءة وسيستطيعون فهم رسالة الحب التي أرادا أن يوصلاها لهم.
والتقطت «ميرا»، طرف الحديث، مشيرة إلى أنّهما كانا يتمنيان توزيع تلك الفوانيس على المحافظة بالكامل وعلى مستوى الجمهورية وليس في بعض مناطق الفيوم فقط، خصوصاً بعد رد الفعل الجميل الذي أظهره الناس لهما، حيث أنّ الكثيرين كانوا يدعون لهما ويشكروهما بشدة.
وبيّنت أنّ سبب الفكرة هو توصيل رسالة محبة للمسلمين في تلك الأيام الجميلة، حيث أنّ الأقباط يصومون صوم عيد القيامة المجيد بالتزامن مع صوم المسلمين في رمضان، مؤكدةً أنّهم تعمدوا كتابة عبارة «أخويا المسلم أنا بحبك»، حتى تصل له الرسالة أنّ مقدم الهدية قبطي ويريد أن يعبر له عن حبه.
وشددت على أنّها كانت في شدة السعادة بسبب الفرحة غير العادية التي ظهرت على وجه من حصل على الفانوس، مُبينةً أنّه حتى مالك المكتبة الذي صنع لهم الفانوس حينما طلبوا منه صناعة ميدالية فانوس تحمل عبارة «أخي المسلم أنا بحبك» ظهر على وجهه ملامح استغراب شديدة، ثم أعجبته الفكرة بعد ذلك ونفذ فكرتهم بحب وأخرج فانوس جميل.
ولفتت إلى أنّها كانت تقوم بالتوزيع على السيدات خصوصاً المنتقبات وكان زوجها يصورها ليحتفظوا بها كذكرى لهم، فيما كان زوجها يوزع على الشباب والأطفال وصورته أيضاً، وقاموا بتركيب الفيديو على أغنية «وبحتاجلك وتحتاجلي ما بينا ألف حلقة وصل وبشبهك وتشبهلي في حب الخير وطيبة الأصل».
وكشفت أنّه حينما نشروا الفيديو عبر صفحتيهما على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ورأى أصدقائهما الفيديو عاتبوهم على عدم إخبارهم لأنّهم كانوا يريدون المشاركة معهم في تلك الفكرة الجميلة، ويصنعون كمية أكبر من الفوانيس ويوزعوها معهما.
وختمت «ميرا»، حديثها قائلة: «الناس كانت بتدعيلنا كتير وتقولنا كلام حلو جداً خلتنا الفرحة مبقتش سيعانا وكان نفسنا نعمل أكتر عشان نفضل نسمع الدعوات والكلام الحلو ده».