«الحريرى» كان بيرفى طربوش الباشا بقرشين: دلوقتى فيه باشوات.. بس فين الطرابيش!
بقرشين صاغ أو ثلاثة كان الباشوات يزورون دكان «محمد الحريرى» لـ«رف» ملابسهم دون أى حرج، وبالرغم من تبدل الزمان ومعالم المكان، لا يزال الدكان على حاله عبارة عن دكان رفة متواضع فى حى «عابدين»، يحتفظ حتى بلافتة قديمة مكتوب عليها «رفا أُبيسون سجاد وملابس».
«أنا رفيت طربوش، وأبيسون، والأبيسون ده تحديداً كان موجود فى بيوت الملوك، فرنسا كانت بتصنعه، لكن مايعرفوش يصلحوه زى حالاتى، لأنه محتاج إيد فنان، قالها «الحريرى»، وهو يمسك بقطعة من الأبيسون يرجع عمرها إلى 400 سنة.
مشوار طويل قضاه «الحريرى» فى ذلك المحل، بدأه برف الطرابيش، واليوم يستخدم نفس طرق الرفة القديمة، التى كانت سبباً فى شهرته بين الباشوات: «زمان كانت عائلة فؤاد سراج الدين، وعائلة البدراوى عاشور، والعائلة الأباظية بيترددوا علينا دايماً».
أغانى «محمد عبدالوهاب» تصدح من داخل الدكان، وأحياناً تُستبدل بأغانى لأم كلثوم، أما صورة الملحن «درويش الحريرى» فيمكن رؤيتها بوضوح فى المحل: «جدى هو درويش الحريرى، أستاذ الموسيقى العربية بالشرق الأوسط، وكان بييجى هنا كتير، وأنا كنت متعلق بيه جداً».
يشعر «الحريرى» بأن هيبة الشارع قلّت، واختلف كثيراً عن زمان: «عابدين مهما اتغيرت، أنا متغيرتش، ولا أقدر أغير فى الدكان.