بدء التحقيق فى الهجوم على مسجد سنى بالعراق.. و«العبادى» يدين الهجوم
أعلن رئيس البرلمان العراقى سليم الجبورى أنه قد تم فتح تحقيق حول الهجوم الذى استهدف مسجداً سنياً وخلّف أكثر من 60 قتيلاً أمس الأول، ما فاقم من التوترات الطائفية فى البلاد. وفى مؤتمر صحفى أمس، السبت، قال «الجبورى» إن لجنة من مسئولين أمنيين ونواب برلمانيين ستعلن النتائج فى غضون يومين. ووصف «الجبورى» الهجوم بأنه «مذبحة». كما أدان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادى بشدة قتل المدنيين والمصلين فى محافظة ديالى، وطالب الأجهزة المعنية بملاحقة القتلة وإنزال أشد العقوبات بهم.
وفى سياق متصل، انسحب النواب السنة من المحادثات الخاصة بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة إثر الهجوم الدامى على مسجد للسنة فى محافظة ديالى، واتهم النواب السنة ميليشيات شيعية قوية بالقيام بهذا الهجوم، وهو ما دفع الكتلتين البرلمانيتين السنتين الرئيسيتين إلى الانسحاب من محادثات تشكيل حكومة جديدة لتضعا تحدياً كبيراً أمام رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادى الذى يسعى بقوة لتشكيل حكومة تضم جميع الأطياف قادرة على مواجهة المسلحين، وطالبت الكتلتان بتسليم الجناة خلال 48 ساعة وتعويض عائلات الضحايا «إذا أرادوا للعملية السياسية والحكومة الجديدة أن ترى النور».
وأدانت الولايات المتحدة بقوة أمس الأول الهجوم المسلح على المسجد السنى، مجددة دعوتها جميع القادة العراقيين إلى التصدى معاً للتطرف الإسلامى.
وعبّرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن إدانتها الشديدة للعملية الإرهابية التى تعرّض لها المصلون، وطلبت الأمانة العامة للجامعة العربية فى بيان لها أمس السلطات العراقية بمتابعة هؤلاء المجرمين وتقديمهم إلى العدالة. وجددت مصر إدانتها الكاملة لأعمال العنف والإرهاب والقتل العشوائى التى تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية فى العراق. وفى بيان لـ«الخارجية»، أمس، عاودت مصر التأكيد على ضرورة تضافر وتكاتف جهود المجتمع الدولى فى محاربة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية لا تستهدف دولة أو ديانة بعينها، وإنما تستهدف الاستقرار والأمن والتنمية فى مختلف ربوع العالم.
وعلى الصعيد الميدانى، أعلن قائد شرطة «ديالى» اللواء الركن جميل الشمرى عن مقتل القائد العسكرى لتنظيم «داعش» فى ديالى، وأعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل شخصين على الأقل بتفجير انتحارى بسيارة مفخخة استهدفت أمس مقر استخبارات وزارة الداخلية فى منطقة الكرادة وسط بغداد، وأوضحت المصادر أن «انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجّر نفسه عند بوابة مقر استخبارات الداخلية الواقعة فى تقاطع المسبح فى منطقة الكرادة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين على الأقل»، ولم تشر المصادر الأمنية إلى هوية الضحايا وإذا كانوا من عناصر الأمن أو من المدنيين.
وعلى صعيد آخر، قال نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن إن بلاده على استعداد لمساعدة العراق على انتهاج نظام فيدرالى من شأنه أن ينهى مركزية السلطة فى بغداد، وفى مقال رأى بصحيفة «واشنطن بوست» قال «بايدن» إن العراق يحرز تقدماً فى تشكيل حكومة جديدة، لكنه قال إن الانقسامات الطائفية تؤجج الحركات المتطرفة مثل تنظيم «داعش». وقال «بايدن» إن الفيدرالية تبرز بوصفها النهج الوحيد لمستقبل العراق.
وعلى صعيد آخر، اعتبر البيت الأبيض، أمس الأول، أن قتل الصحفى الأمريكى جيمس فولى من جانب تنظيم «داعش» يشكل «هجوماً إرهابياً» على الولايات المتحدة، مؤكداً أن واشنطن تبحث خيارات مختلفة للرد على هذه «الجريمة الهمجية». وقال مسئولان أمريكيان إن واشنطن تعكف على دراسة جميع الخيارات المتاحة للتعامل مع خطر تنظيم «داعش»، محذرين من أن التنظيم تخطى حاجز كونه مجرد جماعة إرهابية. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسى إنه بالرغم من إمكانية احتواء خطر «داعش» فإنه سيتعذر هزيمتها ما لم يتم مهاجمة قواعدها فى سوريا.