الأزهري: عمر بن الخطاب أول من أسس لمكونات الدولة الحديثة
الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية
قال الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مقومات وابتكارات أبدعها، وتستوفي مكونات الدولة، ولم يكن عبقريا –فقط- في الإدارة وقادرا على إنشاء المؤسسات، بل أنشأ المؤسسات المنطلقة من روح الخلق النبوي والهدي المحمدي المحقق لمقاصد الشريعة، أي أنه لم يكن منشئًا لكيان خاص به يعبر فيه عن رؤيته الخاصة بل يقر بالإيمان والتصديق والتعظيم والتبجيل للنبي، فقد كان يريد أن يبعد ويؤسس مؤسسات الدولة لتنضبط على هدي النبي عليه الصلاة والسلام.
وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «رجال حول الرسول» الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، المذاع على فضائية «DMC»، أن بن الخطاب، كان أول من عقد المؤتمرات العامة للقادة والولاة والمساعدين: «زي اجتماع رئيس الدولة بمجلس الوزراء واجتماع رئيس الدولة بمجلس المحافظين واجتماع رئيس الدولة بالمستشارين والمساعدين وأرباب الوظائف المختلفة».
وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أن كتاب الخراج لأبي يوسف تضمن أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله أن يوافوه بالموسم –أي أنه أصدر تعميما إداريا وقرار إلى كل من له وظيفة في مختلف أنحاء الدولة بأن يأتيه في موسم الحج وهنا ربط مع الهدي الأعظم- فكان يحاسب عماله في هذا اللقاء على كل ما يتصل بعملهم، أي أنه أول تأسيس لصورة الاجتماع الدوري الرسمي لرئيس الدولة ببقية أركان دولته، وكان أول من اتخذ القرارات المكتوبة المفسرة وعممها على جميع الولايات، أي أنه لم يكن يرسل بريدا برسالة شفوية، واتخذ دواوينا لسجلات حتى يصل السجل أحيانا إلى أن يحصي 100 ألف من الناس: «فقد كان يكتب الاسم والوظيفة والراتب وأعد لها مكانا توضع فيه، وكان يحرص على التوثيق والتدوين».
وأردف، أن عمرا أصدر قراره في وقت حرب بعزل خالد بن الوليد بشكل مكتوب وموثق وولى أبو عبيدة بن الجراح مكانه، ولم يترتب على هذا محاسبة لخالد بل جاء عقب انتصار خالد في إحدى المعارك، كما أنه كان أول من جمع الناس على صلاة التراويح بعدما اعتادا على أدائها في البيت بالعهد النبوي وفي عهد أبو بكر الصديق، فقد كان يريد بنية مجتمعية متماسكة مع كثرة المواليد واتساع فتوحات الأمطار واختلاف الواقع وتغير الزمن، ولم يكن ذلك ببدعة، لأن البدعة ابتكار أمر مقطوع الجذور بالشريعة ليس مولدا على أصل بالشريعة وليس له جذر.
وواصل: «كل التيار السلفي ممن يغالي في قضية البدعة ويرتب عليها رمي الناس بالشرك والكفر والتبديع، سأضعهم في الميزان العمري لبيان أن الذي يقومون به إنما هو أهواء وظلمات وأقرب إلى ما يكون من فكر الخوارج، فعمر فضل أن يجتمع الناس على إمام واحد في المسجد بصلاة التراويح وازدحم الناس وجاء الناس من كل فج فرأى المشهد الذي يسر فوقف مبتهجا وقال نعمة البدعة هذه لأنها حققت مقصود النبوة».