الأزهري: عمر بن الخطاب أول من طبق تقرير الذمة المالية للموظف العام
الأزهري: الفاروق ضبط الأسعار في السوق وعاقب المحتكر بنفيه من البلد
الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية
قال الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن عمر بن الخطاب، هو أول من أحصى مال العمال عند توليهم وظائفهم الجديدة ليتأكد من أنهم لا يتربحون من وظيفتهم وعدم حصول أي منهم على غير حقه بسبب وظيفته، فقد كان الموظف الذي يتولى وظيفة عامة يكتب قائمة بالأموال والممتلكات التي في حوزته، موضحًا: «يعني تقرير ذمة مالية، وعندما كان يخرج من الوظيفة كان يكتب تقرير ذمة مالية، ويقارنه عمر بن الخطاب بما قدمه قبل وظيفة، فلو كان حصل على ثروة بشكل فيه شبهات كان عمر يأخذ نصف الأموال التي حصلها بصورة شرعية أثناء توليه وظيفته شريطة أن تكون هذه الثروة زائدة عن الحد وفائضة عن الحاجة، وتوجه تلك الاموال لكفالة المسلمين، وذلك لمن كان مصدر دخلهم مرتفعا، أما من لم يكن يتولى وظيفة عليا فلم يكن عمر يقترب من ثروته».
وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «رجال حول الرسول» الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC»، أن عمر بن الخطاب، خصص موظفا لمسح الأراضي لتقدير المساحات المزروعة وغير المزروعة وقابلة للزراعة، وهو ما احتاج منه إنشاء كادر وظيفي معين يمتلك مهارات معينة، ووضع له عمر آلة للقياس «ذراع مع قبضة زائد إبهام، حتى يكون معيارا مختوما بالرصاص من الجهتين، وأي شخص يخل بهذا القياس يكون عرضة للمحاسبة والمسائلة».
وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: «عمر نقل السكان من مكان لمكان آخر للمصلحة، حينما مصر الأمصار قال لهم إن الكوفة تجمع سكني جديد وكذا البصرة، فكان لا يريدها أن تكون ملتقى للعابرين والمسافرين فتختلط العادات والأعراف فتعمر في مواسم وتهجر في مواسم، لكنه كان يريد أن ينقل إليها شريحة من السكان والموظفين وممتهني بعض الحرف والمهن على أن يكونوا مؤهلين بطريقة معينة، فقد كان مهتما بتهيئة المدينة وكل ظروف المعيشة واختيار الشرائح التي يمكنها أن تتوافق مع بعضها».
وأردف الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أن «الفاروق»، كان ينفذ زيارات تفقدية لبعض المدن، فنزل الشام غير مرة، وأجرى محاسبة للولاة والناس، وأصلح الأرض بشق الأنهار وإنشاء الجسور، إذ حفر في مصر، خليج أمير المؤمنين، وهو أول خليج يربط نهر النيل بخليج السويس، من أجل طرق التجارة القادمة من البحر المتوسط، تنزل في النيل حتى تصل إلى القاهرة ثم تمشي في الخليج الذي جرى شقه، وبذلك تنتقل السفن من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط دون الحاجة إلى إبل تنقل البضائع.
وأشار إلى أن عمر بن الخطاب، نظم شؤون البريد واتخذ لها الموظفين، وضبط الأسعار في السوق، وعاقب المحتكر بنفيه من البلد، ومنع أهل مكة من التوسع في البناء، أو أن يكون للشخص أكثر من بابين للدار، ووسع الحرم المكي وحماه من السيول، وردم المناطق الواسعة، وأقام جدارا، وتابع الحجيج وأمن رجوعهم إلى بلادهم.