«علم اللوع أضخم كتاب فى الأرض.. بس اللى يغلط فيه يجيبه الأرض، أما الصراحة فأمرها ساهل لكن لا تجلب المال ولا تصون العرض.. عجبى». لم يدر عمّ جاهين أن كلماته ستظل إلى أبد الآبدين تصف ذلك الصنف من البشر الذين نطلق عليهم «المشهلاتية» الذين يسعون دائماً، بأساليب لا تمت بصلة إلى الكفاءة، إلى أن يصلوا إلى مراتب العلا فى المجتمعات بطريقة شهيرة تعبّر عن مهنة قديمة جديدة تلعب دائماً على أوتار الطاعة ومستعدة لدفع أى أثمان من أجل مصلحتها، فالفهلوة دين، والأخلاق وثن، والجدارة غائبة، والحاضر كوكتيل من الحقارة والتآمر والتدنى، فإذا حاولت تشخصيها أو إظهارها لدغتك كالعقارب، وإذا اقتربت من جحورها سلطت عليك الهوام وأشرار البشر!!
هم حولنا يسعون ويرتعون بيننا، يظنون أنهم ملكوا دنياهم رغم عبوديتهم لضمير مات وخسارتهم لخلايا الخجل وتمسكهم بفُجر العداوة ونهَم الغرض. هؤلاء تجدهم فى كل موقع، فى أى مكان، ما دام هناك جنيه فالأمر محسوم. يدفعون بأنفسهم بخبث التجربة إلى صفوف المدافعين عن الناس، المحافظين عن الأموال، مرتدين عباءة الالتزام الدينى، مصدّرين صورة كاذبة عن ذواتهم المريضة. هؤلاء هم الزبد حتى لو أظهروا أنهم مَن ينفعون الناس. هم أخطر علينا من العدو، فهم فى شوارعنا ومؤسساتنا ومدارسنا وجامعاتنا وأحزابنا ودواوين حكومتنا. يتوجهون إلى مبتغاهم بقلوب خالية من الفضيلة والإيمان والخوف من رب العباد. الدنيا لديهم غنيمة وليست رحلة لأجل مكتوب، الموت محذوف من قواميس اللغة، وجلسات التداول لأحقر ما فى البشرية «الخيانة»!!
لديهم مركز الكون يقع فى مجرة النسيان لكل ما هو إنسانى، يبحثون فى ركام مصلحتهم حتى عن الفتات، فهم «طماعين» لا يجلبون معهم سوى الخراب للعامة حتى ولو حققوا بعضاً من إنجاز واهٍ دعائى، لأن النهايات دائماً أسرع حتى لو طال زمنهم، فالتوفيق حليف لكنه ليس دائماً، فالخير موصول حتى فى لحظات تمكين «المشهلاتية». انظر حولك، ابحث عنهم، ضع علامات على مواقعهم فى مجتمعك الصغير أو الكبير، على حسابك الشخصى على «فيس بوك وتويتر»، أطلق لقلمك العنان لتفضحهم وتعريهم وتكشف عورة الفهلوة!!
لن يقولوا مثل باولو كويلو: «ارتكبت بعض الأخطاء لكننى لم أكن جباناً، عشت حياتى وفعلت ما وجب عليه فعله»، بل سيقولون فى قرارة أنفسهم: «كنت أشبه بداعر تخلى عن إنسانيته، هل لى بمن ظلمتهم أو أخذت حقوقهم أو وشيت بهم أو أوقعتهم فى شرك العقاب أن يسامحونى ويغفروا لى؟».
إليكم أيها المشهلاتية أينما كنتم، لن تذهبوا بعيداً، فأيامكم معدودة وخسرانكم مبين، وستسقط قلاعكم ما دام هناك رب وبشر مخلصون، والختام.. بصقة على أى مشهلاتى على أرض المحروسة!!