مونتير «الاختيار»: توثيق حلقة رابعة الأصعب.. وبيتر ميمي أحد أسباب النجاح
المونتير أحمد حمدي
8 أشهر كاملة، اعتكفوا فيها على إعداد أحد أهم الأعمال الدرامية، كشفوا بها الكثير من الأحداث الخفية الممزوجة بين التمثيل والصور والفيديوهات الحقيقية التي عايشتها البلاد، عقب ثورة 30 يونيو، ليوثق مسلسل «الاختيار» بجزئيه تلك الفترة العصيبة التي تمكنت مصر من تجاوزها.
خلف الـ30 حلقة، والمشاهد العديدة الدرامية واللقطات الحقيقية.. مكث وراءها فريق ضخم لعدة أشهر، حرص على إتقان كل التفاصيل لتحاكي الواقع وترتبط به، كان في مقدمه المونتير أحمد حمدي، والمخرج بيتر ميمي.
أبدى حمدي، في تصريحه لـ«الوطن»، سعادته البالغة بنجاح المسلسل على ذلك النحو الضخم، ليتجاوز معدلات الجزء الأول.
أحمد حمدي: استعدينا بكم مهول من الفيديوهات والصور الحقيقية لدعم الدراما
بدأ الاستعداد لـ«الاختيار 2»، قبل 8 أشهر من عرضه، وتحديدا بعد عيد الأضحى المبارك للعام الماضي، حيث حرص فريق عمل المونتير والمخرج على جمع أكبر قدر ممكن من الفيديوهات والصور الموثقة لدمجها مع الأحداث، عقب كتابة المؤلف خالد سرحان للحلقات والمناقشة بشأنها سويا بشكل ضخم.
ولدت فكرة دمج أحداث المسلسل مع مقاطع الفيديو والصور الحقيقية، منذ الجزء الأول للمسلسل الذي تم عرضه العام الماضي، على يد المخرج بيتر ميمي، حيث يرى المونتير أحمد حمدي أنها كانت خطوة هامة ومؤثرة بشدة، كون أن الكثيرين عايشوا تلك الفترة التي شهدت تفجيرات وجرائم عديدة، لكن لم يقفوا على تفاصيل الأحداث وبداياتها وتوابعها، لذلك سلط «الاختيار» الضوء عليها لتعريف المواطنين وذلك عبر التوثيق لدعم الدراما.
جمع حمدي مع فريق العمل كما ضخما للغاية من الفيديوهات والصور، التي كان يتم اختيارها بعناية، للتوفيق ضمن أحداث العمل، موضحا أن بعضها تمت محاكاته تفصيليا بالدراما، مثل مشهد فض رابعة التي كانت فيه عاليه «أسماء أبو اليزيد» تنظر فيه من خلف الشباك.
وبشأن اختيار الصور والفيديوهات، شرح مونتير «الاختيار» أنه كان يتم وفقا لكل حالة، حيث إنه بالحلقة الأولى تمت الاستعانة ببيان 30 يونيو، لإثبات الحالة وقتها بين الشعب، بينما خلال حلقة فض رابعة تم التحضير بالمقاطع المصورة قبل بدايتها لدمجها أولا، حتى يخرج الجرافيكس والمونتاج دون ثغرات أو بشكل يستطيع من خلاله المشاهد معرفته.
مونتير «الاختيار»: نجاح المسلسل يكمن في التحضير له والمخرج
قوة المسلسل في فترة التحضير التي استمرت لأكثر من 8 أشهر، في رأي مونتير «الاختيار»، حيث تم الاستعداد فيها بكل السبل وعلى نطاق واسع، التي بذل فيها بيتر ميمي جهودا بالغة، حيث يعتبر المخرج كان أساس النجاح للعمل أيضا.
كما أن فكرة الاستعانة بشخصيات وأحداث الجزء الأول في العمل الجديد، الذي تم بعضه بجهود من حمدي، فيما يتعلق بمشاهد من هجوم كمين البرث وظهور للشهيد أحمد منسي والإرهابي هشام عشماوي، كان من فكرة ميمي الذي يعتبر أن الجزئين عمل واحد، لم يرغب في تقسيمه أو تكراره، لتتوحد الأحداث والحالة لدى المتلقي.
علاقة أخوة تجمع بين مونتير ومخرج «الاختيار»
لم يكن مسلسل «الاختيار» هو الأول الذي يجمع بين حمدي وميمي، حيث بدأوا العمل سويا منذ عام 2017 عبر مسلسل «كلبش» من بطولة أمير كرارة، لذلك يرتبط الثنائي بعلاقة قوية تعد أشبه بتميمة نجاح، بينما وصفها المونتير بأنها «علاقة أخوة».
وقال حمدي إنه خلال فترة العمل كان يقضي مع ميمي نحو 16 ساعة يوميا، ما جعل علاقتهم أقرب من أسرهم، قائمة على المودة والتقارب والتفاهم والرغبة في النجاح.
أحمد حمدي: أصعب الحلقات كانت فض رابعة.. والأخيرة أبكتني
أما أصعب الحلقات بالنسبة للمونتير، يعتبرها كانت حلقة فض اعتصام رابعة العدوية الذي شهد الاستعانة بالكثير من اللقطات التوثيقية لتأكيد صحة الوقائع به، لاعتبارها قضية شائكة للغاية، وذات حساسية بمردودها لمحاولات الإخوان تشويه عملية الفض، ومن ثم احتاجت نحو 6 أسابيع من العمل المكثف.
بينما يعتبر أن الحلقة الأخيرة التي حملت عنوان «الحلقة التسجيلية» كانت الأكثر تأثيرا، والذي وصل حد البكاء منه، كونها تتضمن حديث لأسر الشهداء الحقيقيين الذين بذل ذويهم أرواحهم ودمائهم فداء للوطن، ليسردوا جوانب من حياتهم وبطولاتهم الحقيقية التي يحاول العمل الدرامي عرض جانب منها، وفقا لحمدي، مضيفا أنه تأثر بشدة أيضا خلال لقائه بالجنود الناجين من معركة البرث أثناء التحضير للجزء الأول.
وأكد المونتير أحمد حمدي أن فريق عمله اكتسب خبرة ضخمة خلال الاستعداد للجزء الأول، فيما يخص التحضير للمعدات والأجواء العسكرية بالبداية، تطورت خلال العمل، وهو ما انعكس على الجزء الثاني، الذي يعتبره ذو استفادة ضخمة لهم باعتبار أنهم مواطنين للتعريف بحقيقة الأحداث والأهداف الإرهابية التخريبية وغيرهم.
حمدي: الاختيار تجربة لا مثيل لها.. و«حسينا أن أرواح الشهداء كانت معانا»
يجد حمدي أن تجربة مسلسل الاختيار تجربة ضخمة لا مثيل لها، مضيفا: «وإحنا شغالين فيه في الجزء الأول حسينا أن روح الشهداء كانت واقفة معانا، لأنه كان في حاجات صعبة جدا وتحتاج لوقت ضخم بس كانت بتمشي بسلاسة وبقى عندنا ثقة أن المشاكل بتعدي».
كما أبدى سعادته الشديدة بحديث الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح المشروعات بالإسماعيلية التي أشاد فيها بدراما رمضان التي سلطت الضوء على الشهداء، قائلا: «اتبسطنا كلنا جدا علشان حسينا أن رأس القيادة السياسية شايف اللي بنعمله وحاسس بأهميته وأدانا دفعة للعمل أكبر».