"بي بي سي": لحل مشكلة العقم عند النساء.. فتاة بريطانية لها أب واثنان من الأمهات
في السنوات القليلة الماضية، توصل العلماء إلى تكنولوجيا طبية متطورة وأصبح الطب الحديث طب خلايا وليس أعضاء حيوية، حيث توصل الأطباء إلى تقنية فائقة تسمح لإصلاح الجزيئات المتضررة داخل الخلية، وفي ظله، بات العقم مشكلة القرن نتيجة اضطرابات جنسية عند الرجال أو النساء تعيق عملية تكوين الجنين، ويعاني منه أكثر من 15% من الأزواج.
ومن المشاكل الرائدة في مرض العقم عند النساء، هو نقص "الميتوكوندريا" أو بيوت الطاقة في الخلية، وخاصة في البويضة عند المرأة، التي تنتج الجولوكوز لتغذي البويضة وتعيش أطول فترة ممكنة لتلتحق بالحيوانات المنوية القادمة من عند الرجل لتساعد على اكتمال عملية تكوين الجنين وتحتوي على القليل من الحمض النووي للخلية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الأبحاث العلمية توصلت إلى حل لمشكلة نقص الميتوكوندريا في البويضة، من خلال عملية نقل بيوت الطاقة إلى البويضة الضعيفة عن طريق تحويل بعض من سائل "سيتوبلازم" الذي يقع بين جدار الخلية والنواة ويحتوي بداخله على بروتين "الميتوكوندريا" التي تدعم البويضة على عملها السليم.
"آلانا" المراهقة البريطانية، صاحبة ملامح وجه أمها شارون سارينن وعيون والدها، والتي لديها أب و2 أم بيولوجية، كانت شارون تحاول إنجاب أطفال خلال 10 سنوات التي عانت من نقص في الميتوكوندريا إلى أن توصل العلم لعملية نقل السيتوبلازم ونجح والداها في إنجابها عن طريق نقل بيوت الطاقة من خلية امرأة أخرى.
وبحسب "بي بي سي" قال الدكتور جاك كوهين وفريقه القائم على عملية النقل بمعهد سانت "بارناباس" بولاية نيو جيرسي الأمريكية، إن هياكل الميتوكوندريا عند شارون لم تكن تعمل بالشكل الأمثل، وأضاف: "وجدنا أن هناك فرصة لنقل بعض سائل السيتوبلازم السليم إلى بويضة أم آلانا لتعمل بشكل صحيح من امرأة أخرى مانحة، ثم تم إخصابها مع الحيوانات المنوية من والد آلانا، ونجحت عملية الحمل"، وتابع أنه: "تم نقل بعض الحمض النووي و13 من الجينات المهمة مع الميتوكوندريا من المتبرعة في الجنين، ما جعلها شريكة في الحمض النووي للمراهقة آلانا".
وأضافت "بي بي سي" أن "آلانا واحدة من 30 إلى 50 طفلًا في العالم الذين لديهم بعض الميتوكوندريا من مانحين، وقليل من الحمض النووي من شخص ثالث، وتتطلع المملكة المتحدة لإضفاء الشرعية على تقنية نقل الميتوكوندريا من المانحين في محاولة للقضاء على الأمراض الوراثية، وستصبح أول دولة في العالم تسمح بولادة أطفال تحمل دي إن إيه من ثلاثة آباء بيولوجيين".
وفي السياق نفسه، قال دكتور دوغ تيرنبول من جامعة نيوكاسل الإنجليزية، إن "أمراض الميتوكوندريا تميل إلى إشراك الأنسجة أو الأعضاء التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة، وتعامل الأشخاص مع المرض لعقود لذلك يمكن مواجهة الأمراض بعملية نقل الطاقة للخلية لتحسن حياة المرضى وتطويل فترة حياتهم ولكن لا يمكننا علاجها".
ومن جانب آخر، عارض بعض الأشخاص عملية نقل الميتوكوندريا التي تحمل الحمض النووي، والتي تعمل على تغيير جينات الفرد، فلكل فرد حمض نووي خاص به لا مثيل له وعند تداخل الأحماض والعبث بها قد تسبب كوارث مستقبلية ويسيء البعض استخدامه.