الأبناء يموتون بـ«الإرهاب».. والآباء بـ«التدافع»
بعد يومين فقط من نجاح أجهزة الأمن فى توجيه ضربة قوية للإرهاب فى سيناء بتصفية القياديَّين فايز أبوشيتة وأحمد السويفى، نفذت العناصر المسلحة مذبحة جديدة أسفرت عن استشهاد 11 من ضباط وجنود الأمن المركزى إثر انفجار عبوة ناسفة، أمس، فى مدرعة شرطة أثناء حملة أمنية على بؤر الإرهاب بقرية الوفاق على الطريق الدولى العام بين الشيخ زويد ورفح. وقال مصدر أمنى إن التحريات الأولية أكدت وقوف خلية الإرهابى «أبوشيتة» وراء الهجوم للانتقام.
وأوضح المصدر أن مجموعة إرهابية تستقل سيارة «ربع نقل» اعترضت مدرعة الشرطة أثناء تمشيطها منطقة «الوفاق»، وفتحت النار بشكل مكثف على القوات، التى بادلتها إطلاق النار، فتظاهرت العناصر الإرهابية بالهرب، واستدرجت القوات إلى «مطب» فى الطريق لإجبار المدرعة على التهدئة والمرور فوق 100 كيلو متفجرات كانت مخبأة على عمق 20 سنتيمتراً من سطح الأرض وفجروها بـ«ريموت» أثناء تهدئة المدرعة. وكشفت المصادر عن مفاجأة تمثلت فى أن المدرعة كانت بها أسطوانتا بوتاجاز انفجرت إحداهما بعد انفجار القنبلة الأولى ما أدى لاحتراق جثامين الضحايا. وأفادت بأن عبوة ناسفة أخرى تزن 50 كيلوجراماً لم تنفجر كانت موجودة بجوار القنبلة الأولى، لأن الانفجار الأول قطع «سلك» الدائرة الكهربائية الخاصة بها.
وقال شهود عيان إن تعزيزات أمنية سارعت إلى مكان الحادث، واندلعت اشتباكات عنيفة انتهت بفرار المسلحين بعد أقل من 5 دقائق من بداية الاشتباك. وأفاد مصدر عسكرى بأن عناصر من قوات الجيش الثانى، مدعومة من عناصر من القوات الخاصة، انتشرت بكثافة فى كمائن ثابتة ومتحركة فى رفح والشيخ زويد والعريش، ونشرت عناصر مدعومة بمدرعات ومجنزرات على الطرق، لضبط الجناة. وأضافت أن طائرات الهليكوبتر تجوب المنطقة المحيطة بالحادث لتمشيطها، وقالت مصادر أمنية إن تفريغ محتويات أجهزة «اللاب توب» وكاميرتى التصوير التى جرى تحريزها من منزل الإرهابى «أبوشيتة»، كشفت تزعُّمه خلية تضم 150 إرهابياً، بينهم عناصر من حركة حماس وقيادات سلفية من العريش.
ونعى المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، شهداء المذبحة، وقال: «نحن ندفع ثمناً اتفقنا عليه، ومستعدون لدفع هذا الثمن والتضحية من أجل استكمال بناء الوطن، والعالم كله يشهد الآن ما ترتكبه يد الإرهاب فى بلادنا، وسيشهد عما قريب أن الإرهاب لن يُفلح فى كسر إرادة المصريين».