«أبوعلى» بائع التماثيل: التحف فى عهد الإخوان والإسلاميين «أصنام»
يجلس بجوار تماثيله الفرعونية شاخصاً ببصره إليها، قطعة قماشة مهترئة هى الأداة التى يُزيل بها تلك الأتربة من على مقتنياته، تتهلل أساريره عندما يدنو أحد الأشخاص المُلتحين منه، لعله زبوناً يأتى لشراء تمثال من معروضاته، ببشاشة متبادلة يستقبل «أبوعلى» زبونه، ينظر الرجل كثّ اللحية إلى التماثيل، تزول ابتسامته، ثم ما يلبث أن يُباغته بالسؤال: «مش حرام اللى إنت بتبيعه ده يا ريس.. إنت مش عارف إن دى أصنام»، يمتعض وجه «أبوعلى» إلا أن ثقافته المحدودة على الرغم من جهله تجعله يجيبه فى هدوء ورزانة: «أهم حاجة النية يا شيخ.. الحاجات دى تُحف عشان تزين بيها بيتك، مش عشان تعبدها.. المهم فى الموضوع هو الغرض من شرائك للتمثال، أبولهب ده مش هييجى تانى يا مولانا»، ينظر إليه الشيخ ثم يتركه وحيداً وكلمة واحدة تتردد على لسانه: «ربنا يهديك».
أكثر من 30 سنة، يصحو الرجل الأربعينى من نومه بعد صلاة الظهر، ثم يهرول حتى يستطيع اقتناص مكان من خلاله يمكنه عرض بضاعته، تارة يبيع كتباً متنوعة ما بين ثقافية ودينية وسياسية، ومرة أخرى يشرع فى بيع التماثيل الفرعونية، إلا أنه بعد الثورة «الحال نام خالص»، فكر «أبوعلى» فى العودة إلى مسقط رأسه مركز «ساقلتة» بمحافظة سوهاج: «لكن إزاى وأنا عندى 11 عيل.. همرمطهم معايا».
زبائن الرجل الصعيدى -صاحب البشرة الخمرية- من طبقة معينة: «الطبقة الوسطى وإنت طالع.. لأن التحف دى بيزينوا بيها الفلل والشقق الفخمة»، الأب لـ «أورطة عيال» رفض أن يسير أولاده على خطاه خاصة فى قصة التعليم: «آى نعم أنا جاهل لكن ولدى الكبير (على) فى ثانوية عامة دلوقتى.. وباقى عيالى فى التعليم».
بيع التحف أو الكتب هو مصدر الرزق الوحيد لـ«أبوعلى» -القاطن بمنطقة بولاق الدكرور- لكنه يعانى دائماً من انتقاد بعض شيوخ السلفيين أو المُنتمين لجماعة الإخوان لتجارته: «مشكلتهم إنهم مش بيدوروا غير على مصلحتهم وبس، كل لما واحد ييجى يكلمنى مش باسيبه غير لما أقنعه بإنى صح مش غلط»، ويعتقد الرجل الأربعينى أن الرئيس محمد مرسى «كويس بس المشكلة فى الناس اللى حواليه.. 95% منهم جعانين سلطة وكرسى.. طماعين».