عائشة بن أحمد: توقعت جذب «لعبة نيوتن» للجمهور من أول مشهد.. ولم أشعر بالضيق من مقارنتي بهند صبري
عائشة بن أحمد فى ندوة «الوطن»
تُعد الفنانة التونسية عائشة بن أحمد واحدة من الفنانات اللواتى حققن نجاحاً كبيراً فى الساحة المصرية خلال وقت قصير، إذ باتت تندمج مع البيئة الفنية فى مصر باحترافية شديدة، عاماً تلو الآخر، فقد شاركت كبار النجوم فى بطولة أعمالهم، ودفعت بعض النقاد لتبديل شهادتهم فيها بفضل موهبتها دون أى شىء آخر.
وحظيت عائشة بن أحمد بردود فعل واسعة بعد مشاركتها فى موسم دراما رمضان 2021 بعملين دفعة واحدة، أحدهما مصرى والآخر تونسى، وهما «لعبة نيوتن» و«حرقة»، وتصدرت بعض مشاهدها «تريند» مواقع التواصل الاجتماعى وكذلك محرك البحث «جوجل».
وفى ندوة خاصة كرّمت «الوطن» عائشة بن أحمد بعد ظهورها اللافت فى موسم رمضان، فتحدثت خلال الندوة عن كواليس مشاريعها الدرامية، وتعاونها مع تامر محسن، والتحديات والصعوبات التى واجهتها، وغيرها من التفاصيل، وإلى نص الحديث:
فى البداية.. ماذا عن ردود فعل الجمهور بشأن دورك فى «لعبة نيوتن»؟
- تلقيت ردود فعل ضخمة، ليس فى مصر فحسب وإنما فى تونس أيضاً، وكنت أشعر بحالة انبهار كبيرة لتفاعل المشاهدين مع الأحداث والتفاصيل، وإشادتهم طوال الوقت بأداء الممثلين عبر منصات التواصل الاجتماعى، وأعتقد أننى توقعت تلك الحالة عندما أطلعنى المخرج تامر محسن على طبيعة المسلسل والخط الدرامى الواصل بين سيد رجب ومحمد ممدوح، «حسيت إن فيه حاجة هتشد الناس»، كون القصة مختلفة، وكذلك الشخصيات جديدة، وبها مشاعر وغموض وإثارة، وهذه العناصر عبارة عن توليفة كافية لجذب الجمهور.
ألم تنزعجى من ظهورك المتأخر مع بداية الحلقة السادسة؟
- إطلاقاً، لم أشعر بأى ضيق أو غضب، ولا أرى أن هناك مشكلة أن يكون الظهور الأول لى مع بداية أحداث الحلقة (6)، فالأهم بالنسبة لى هو مضمون الشخصية التى أجسدها وعلاقتها بالشخصيات الأخرى الموجودة بالمسلسل، وأعتقد أن ردود الفعل هى أكبر دليل على كلامى.
وماذا عن التحضير لشخصية «أمينة»؟
- التحضير للشخصية كان بصحبة المخرج تامر محسن، وأعتقد أن أهم ما يميزه أنه يركز فى كل التفاصيل، ويتحدث مع كل ممثل بمفرده عن الشخصية التى يجسدها قبل التصوير، بحيث يضعان رؤيتهما فى خروج كل مشهد، إذ إن كل تلك الأمور ساعدتنى فى التحضير للدور بشكل احترافى، والحقيقة أن «أمينة» شخصية صعبة على المستوى النفسى، كون مشاعرها مكتومة أغلب الوقت، لا سيما فى الحلقات الأولى، وتتسم بقدر كبير من الغموض، إلى أن باتت الشخصية تظهر بشكل أكبر من الناحية النفسية فى الحلقات الأخيرة، وصار الجمهور يدرك مشاعرها الحقيقية وعدم وجود مشاعر خبيثة وغيرها.
برأيك.. ما مدى ارتباطك بشخصية «أمينة» فى «لعبة نيوتن»؟
- أحب شخصية «أمينة» جداً، كونها جميلة وصريحة ونقية ومتصالحة مع ذاتها لحد كبير، رغم ما تعانيه من آلام وأوجاع كثيرة، ورغم إدراكها نهايتها القريبة التى تكمن فى الفناء، كانت قادرة على استغلال كل لحظة وأن تعيشها فى سعادة وتتمسك بأى مشاعر إيجابية، لذلك أنا «حبيتها وتعاطفت معها».
موت «أمينة» بعد رفضها العلاج من السرطان كان حتمياً تامر محسن ممثل شاطر ومخرج حساس
البعض يرى أن نهاية «أمينة» كانت مأساوية لدرجة كبيرة.. ما تعليقك؟
- بالتأكيد كان من الضرورى أن تكون نهايتها مأساوية، وإن لم تكن كذلك، لأصبحت «خيال علمى»، فأمينة كانت فى مرحلة متأخرة جداً من المرض، وترفض العلاج تماماً، لذلك فالموت هو النهاية المتوقعة للشخصية.
وما سر ظهورك فى المسلسل ببساطة دون أى تكلف أو مظاهر جمال عالية؟
- رغم أننى أحب الظهور فى المطلق بطبيعتى واستخدام أدوات التجميل بشكل خفيف فإن شخصية «أمينة» بالتحديد كان من الضرورى ظهورها بهذا الشكل، حتى تكون صادقة فى الأداء ومقنعة وتصل معاناتها وأوجاعها للمشاهد، فرغم آلامها كانت تحب الحياة البسيطة، بداية من المكان الذى تقطن به مروراً بالملبس وحتى الأكل، فكل هذه العناصر تفرض عليها الظهور بشكل غير مبالغ فيه وأن تظهر بطبيعتها.
هل ذلك يعنى أنك لم تعترضى بشأن مظهرك فى المسلسل؟
- لا إطلاقاً، فلم أدخل حتى فى مناقشات مع المخرج تامر محسن بشأن ذلك الأمر، فأنا أحرص على تنفيذ رؤية المخرج فقط، كما أن ظهور «أمينة» دون «ميك أب» تماماً أمر منطقى، كونها مصابة بمرض خطير، وأتذكر أنه كان يُوضع تحت عينى «ميك أب» ليُظهر حجم آلامى.
سيد رجب لديه طاقة فنية تشبه الأطفال
وماذا عن كواليس التعاون مع سيد رجب؟
- أعتقد أن هناك «كيميا» كبيرة بيننا، فأنا أحب التمثيل معه لدرجة كبيرة، فقد جمعتنا تجربة درامية قبل نحو 3 أعوام من خلال مسلسل «نسر الصعيد»، لكن لم أقف أمامه فى مشهد واحد آنذاك، لكن بعد تعاونى معه فى «لعبة نيوتن» اكتشفت أنه يعمل بطاقة مثل الأطفال، ولديه حماس كبير فى التمثيل، ويعمل على خلق حالة من الراحة والانبساط داخل اللوكيشن.
ما تعليقك على آراء البعض بأن المسلسل تطرّق لقضايا مثل الاغتصاب الزوجى بجرأة؟
- لا أعتقد أن هناك أى جرأة فى التناول إطلاقاً، لا سيما أن هناك أعمالاً فنية تناولت قضايا مثل الطلاق الشفهى والاغتصاب الزوجى بشكل أكثر جرأة، وفى كل الأحوال يجب تناول مثل هذه القضايا بصدق شديد لأهميتها، وجذب المشاهد لها والإسهام فى دخوله فى نقاشات وأحاديث بخصوص ذلك الأمر.
برأيك.. ماذا أضاف تامر محسن لـعائشة بن أحمد؟
- تامر محسن أضاف لى الكثير، بداية من منحى دوراً جديداً ومختلفاً من كل النواحى، واكتسبت منه العديد من الخبرات، فهو مخرج وممثل جيد جداً وعلى درجة كبيرة من الإحساس، فكان دائماً ما يوجهنى للأفضل، باعتباره يركز فى أدق التفاصيل «أعتبر نفسى كسبت كتير بتعاونى معه».
بعد «لعبة نيوتن» الناقد طارق الشناوى تراجع عن انتقادك وقال: «يبدو أننى ظلمتها السنوات الماضية».. ما تعليقك؟
- أتذكر أنه قال: «أشعر أنى ظلمتها، لكن ليس أنا، المخرجون هم الذين ظلموها شاهدت عائشة بن أحمد فى أعمال كثيرة، لكن لأول مرة أشاهدها كممثلة»، لا أوافقه فى ذلك التصريح مطلقاً، لكن بالفعل كان هناك مخرجون لم يعطونى مساحة كافية أو شكلاً معيناً للدور، لكن بكل الأحوال ورغم اعتزازى بدورى فى «لعبة نيوتن»، هناك أعمال فنية لى أعتز بها مثل «نسر الصعيد» و«السهام المارقة» فلا يمكن اختزال موهبتى فى المسلسل الأخير فقط، لذلك أتمنى من الناقد طارق الشناوى «يشوف المسلسلات لو ماكانش شافها».
هل نجاحك الكبير فى «لعبة نيوتن» يجعلك تضعين شروطاً صارمة لقبول العروض الفنية؟
- منذ اليوم الأول لى فى مصر وأنا أحاول اختيار أعمالى الفنية بعناية شديدة، وأعتقد أن خطواتى تكون مدروسة بشكل تفصيلى، لكن ربما فى موسم 2021 جاء تطبيقها بشكل أكثر نجاحاً، ففكرة الوجود فى عمل ناجح فنياً وجماهيرياً فى نفس الوقت لا تحدث للفنان بشكل سنوى، فقد تتحقق هذه المعادلة بشكل شديد الصعوبة، لكن أنا أحاول الموازنة بين العنصرين فى خطواتى المقبلة.
منذ نجاحك فى «لعبة نيوتن» والبعض يضعك فى مقارنة مع هند صبرى.. هل تشعرين بالضيق بسبب ذلك؟
- ضيق!! لا إطلاقاً.. هند صبرى فنانة كبيرة بنعشقها فى تونس، وهى صديقتى وأحبها لدرجة كبيرة على المستوى الشخصى وكفنانة وممثلة ومثقفة، لذلك أشعر بسعادة كبيرة عندما يضعنى البعض فى مقارنة معها.
هل من الوارد ابتعادك عن الساحة التونسية من أجل التركيز على أعمالك المصرية؟
- مستحيل أن أفعل ذلك، تونس هى بلدى، ولا يستطيع أى فنان تونسى اتخاذ هذا القرار مهما بلغت نجاحاته خارج البلاد، لعل أبرزهم هند صبرى ودرة وظافر عابدين.. وجودى فى تونس بالنسبة لى أمر شديد الأهمية، فأنا أحب التمثيل باللهجة التونسية، ولدينا أعمال درامية وسينمائية هامة جداً هناك، وشرف لى الوجود بها.
ما حجم مشاهدات «لعبة نيوتن» فى تونس؟
- فوجئت أن المسلسل حقق نسب مشاهدات ضخمة جداً فى تونس، فعادة الشعب التونسى يحب مشاهدة الأعمال التى يشارك فيها فنانو بلاده خارج الحدود، من أجل دعمه ومساندته والاطلاع على القصة الفنية التى يقدمها، و«لعبة نيوتن» حظى بردود فعل ضخمة هناك، والناس كانت تتفاعل معه بشكل يومى طوال شهر رمضان.
خالد النبوي أشاد بأدائي قائلاً: «الدراما المصرية كسبت ممثلة كويسة»
ولن أهجر الساحة الفنية التونسية مهما حدث
هل تلقيتِ ردود فعل من داخل الوسط الفنى بعد «لعبة نيوتن»؟
- بالتأكيد، تلقيت العديد من التهانى من قبَل زملائى، لكن أسعد مكالمة جاءت لى كانت من الفنان خالد النبوى، فرغم عدم صداقتنا القوية حرص على أن يهاتفنى لتهنئتى وقال لى: «عجبنى دورك أوى فى المسلسل.. والدراما المصرية كسبت ممثلة كويسة».
وبالانتقال إلى مسلسل «حرقة».. ماذا عن كواليس هذا المشروع؟
- المسلسل تناول قضية الهجرة غير الشرعية، وهى واحدة من القضايا التى تعانى منها تونس، وسعدت كثيراً بعد النجاح الكبير الذى حققه طوال فترة عرضه فى شهر رمضان، إذ أحدث هذا المشروع أثراً إيجابياً على الدراما التونسية وبات هناك أشخاص كثيرون يهتمون بها، لذلك من المقرر توفير نسخ مدبلجة من المسلسل بأكثر من لغة خلال الفترة المقبلة.
ماذا عن مشاركتك المسجونين فى مشاهدة الحلقة الأخيرة؟
- قرار مشاهدة الحلقة الأخيرة من المسلسل داخل السجن كان فكرة جريئة لكنها خطوة مهمة، وتأثرت بتلك الزيارة لدرجة كبيرة، وكان بها العديد من المفاجآت، لعل أبرزها هو وجود أحد زملائى السابقين بالمعهد ضمن المسجونين، صافحته على الفور بعد صدمتى بوجوده «قلبى كان بيتقطع»، كما أننى دخلت فى نقاش مفتوح مع المساجين بعد مشاهدة الحلقة، وتلقيت منهم أسئلة عميقة ومهمة، «هما مهتمين بالتمثيل والمسرح وبيعملوا عروض داخل السجن، عشان كده قلبى وجعنى أوى».
ما الرسالة التى تتمنينها لهم بعد لقائك المباشر بهم داخل السجن؟
- أتمنى أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعى بعد قضاء فترة حبسهم والخروج للحياة، وأن يمنحهم المجتمع فرصة ثانية وبدء صفحة جديدة، وألا يقسو عليهم الناس، كما أننى وعدتهم بالزيارة مجدداً، وسأكون متاحة لهم فى أى وقت خلال فترة وجودى فى تونس، وأشاهد عروضاً مسرحية أو أفلاماً سينمائية معهم.
سعاد حسني
لا أحب خوض تجربة تجسيد سيرة سعاد حسنى لخطورتها، فأنا أدرك جيداً قيمة الفنانة سعاد حسنى ومكانتها ليس عند الجمهور المصرى فحسب بل فى الوطن العربى كله، فالجمهور لن يتقبل أى ممثلة تجسد السيرة الذاتية لـ«السندريلا»، لا سيما إن كانت غير مصرية، كما أن روحها ليست سهلة إطلاقاً لأى ممثلة، فأنا أخاف أن أجسدها على الشاشة، «مش بحب المغامرة، وممكن أخسر كتير لو عملتها».