قادها «عملاء صهاينة».. واقعة سرقة أدهشت عبد الوهاب المسيري في أمريكا
13 عاما على رحيل الدكتور عبد الوهاب المسيري
«اليهود واليهودية والصهيونية» موسوعة وصفت كونها واحدة من أبرز وأكبر الموسوعات العربية في القرن العشرين، التصقت باسم كاتبها عبد الوهاب المسيري، المفكر وعالم الاجتماع المصري، الذي تحل ذكرى وفاته الثالثة عشرة اليوم، إذ ولد المسيري في أكتوبر من العام 1938 بينما توفي في مثل هذا اليوم 3 يوليو عام 2008.
ورأي عدد من العلماء، أن المسيري استطاع من خلال موسوعته الشهيرة، إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، وعلى النقيض فقد رأي البعض في موسوعته تحيزا وتعاطفا مع اليهود، كما صدرت له عشرات الدراسات والمقالات عن إسرائيل والحركة الصهيونية، ويعتبر واحدًا من أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيوينة.
سيرة عبد الوهاب المسيري
ولد عبد الوهاب المسيري في مدينة دمنهور عام 1938، وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1959، وعين معيدًا فيها عند تخرجه، ثم سافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك عام 1964، وعلى الدكتوراه من جامعة رتجرز بنيوجيرزي عام 1969.
مناصب تقلدها عبد الوهاب المسيري
وبعد عودة الدكتور عبد الوهاب المسيري إلى مصر تقلد عدة مناصب أكاديمية شملت الآتي:
- قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود خلال الفترة ما بين عامي 1983 و 1988.
- عمل أستاذا زائرا في أكاديمية ناصر العسكرية، والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.
- عضو مجلس الخبراء في مركزالأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية خلال الفترة ما بين عامي 1970 و1975.
- مستشارا ثقافيا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك خلال الفترة ما بين عامي 1975 و 1979.
- كان عضوا في مجلس الأمناء في جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية ببليسبرغ، بولاية فرجينيا في الولايات المتحدة الاميركية.
من اليسار إلى الوسط الإسلامي
انتمى المسيري إلى اليسار المصري وتحديدًا للحزب الشيوعي، وفي 2004 انضم المسيري لحزب الوسط الإسلامي ليصبح من أوائل المؤسسين وقبل وفاته شغل منصب المنسق العام لحركة كفاية، التي تأسست في نهاية 2004 للمطالبة بإصلاح ديمقراطي في مصر، وشاركت في مظاهرات وحركات احتجاجية ضد الرئيس الراحل حسني مبارك وقد اعتقل على اثر ذلك عدة مرات، كما تولى في يناير 2007 منصب المنسقِ العام للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية».
سيرة غير ذاتية وغير موضوعية
ومن بين المؤلفات العديدة التي كتبها عبد الوهاب المسيري مذكراته، التي حملت عنوان «رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر»، التي وصفها بعنوان فرعي صغير بأنها «سيرة غير ذاتية وغير موضوعية»، رصد خلالها تحولاته الفردية في الفكر والمنهج، وفي الوقت نفسه لجيله أو لقطاع منه.
واقعة السرقة
ويحكي المسيري في هذه الرواية عن سرقة كل شيء من منزله، بما في ذلك مكتبته الخاصة ومسودات الكتب والمقالات التي كان يعدها للنشر، وأن هناك مؤامرة يهودية أحيكت ضده، مستدلا بواقعة في الولايات المتحدة الأمريكية حينما كان مستشارا ثقافيا للوفد الدائم للجامعة العربية لدى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك منتصف السبعينيات، ولوحظ أن بيوت أعضاء الوفد تعرضت لسرقات أو حرائق الواحد تلو الآخر.
وبحسب المنسوب للمذكرات، فإنه في وقت وقوع السرقة كان المسيري وزوجته، في رحلة طويلة إلى بعض المدن الأمريكية استغرقت ثلاثة أسابيع، فجاءت سيارة نقل وقفت أمام منزلهما لمدة يومين، حمّلت كل شيء تحت سمع وبصر قوات الأمن الخاص بالجامعة، ولم تفعل الشرطة شيئا.
واختتم عبد الوهاب المسيري روايته قائلا: آلمتنا عملية السرقة هذه وسببت لنا كثيرا من الدهشة، فبيتنا لم يكن يحتوي نفائس تستحق السرقة، فأخبرنا بعض الأخوة العرب، ممن تمرسوا في هذه الأمور بأن من قام بها هم في الغالب عملاء صهاينة، ومثل هذه العمليات الإجرامية الصغيرة، تغطي هدفا سياسيا أكبر هو الإرهاب النفسي وإفقاد التوازن.