المصابون في الحرب على غزة: "انتهت الغارات.. وبقيت الأوجاع"
أوجاعهم لم تنتهِ بالخلاص من الحرب التي دامت شهرين تدك أرجاء غزة، فالمصابون لا زالوا يتضرعون ألم فقدان أعضاء من أجسادهم، بعضهم بحاجة إلى كرسي متحرك أو عصا يتكئ عليها ، والبعض الآخر فقد أطرافه ويحتاج إلى مثيلتها صناعية، أشلاء في صورة أحياء يستقبلون إمدادات الأمل لمواصلة حياتهم التي تهدَّمت مثلما صارعت بيوتهم وسط رماد القذائف الإسرائيلية.
المستشفيات المصرية احتضنت أوجاع 200 جريح من أصل 11 ألف مصاب هم حصيلة الهجمات الإسرائيلية علي غزة، منتشرين بين معهد ناصر والدمرداش وقصر العيني وشبرا، بحسب باسم الجنوبي، مؤسس حملة "متطوعون من أجل جرحى غزة"، ويضيف: "معظم الحالات اللي موجودة في مصر تتراوح إصابتها بين بتر أحد الأطراف أو عمليات جراحية لانتشال القذائف من الجسم".
قوافل السعادة والدعم النفسي ربما تقلل من وطأة الأوجاع المادية التي يتعرَّضون لها بعد فقدان أطرافهم، بحسب "باسم"، ويضيف: "التنسيق مع إدارة المستشفيات أمر صعب لدخول القوافل أو الأطباء الفلسطينيين لعلاج الحالات الحرجة"، عراقيل لوجستية تقف في طريق مد يد العون لأطفال وعجائز ونساء عصفت بأقدارهم قذائف العدوان الغاشم، حيث يقول باسم: "بنحاول نوفر لهم الاحتياجات من ملابس أو هواتف للتواصل مع أهلهم وتوفير أطراف صناعية وكراسي كهربائية، لكن مش كافي لأن هناك حالات بحاجة للعلاج بإمكانيات أوروبا أو دعم نفسي بوظائف جديدة تناسب حالتهم بعد الإصابات وتعويض عن قصف البيوت وضياع الممتلكات".