استراتيجية مواجهة «داعش»: 4 محاور أبرزها توسيع الغارات لتشمل سوريا
أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فجر أمس، استراتيجية جديدة لمواجهة خطر تمدد تنظيم «داعش»، والتى اشتملت على 4 محاور، هى توسيع الضربات الجوية ضد التنظيم لتشمل سوريا، إضافة إلى دعم القوات التى تواجه «داعش» على الأرض، إلى جانب استمرار جهود مكافحة الإرهاب لمنع «داعش» من تنفيذ أى هجمات جديدة، واستمرار تقديم المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من التنظيم.[FirstQuote]
وقال «أوباما»، فى خطاب ألقاه عشية الذكرى الـ13 لأحداث 11 سبتمبر، إنه لن يتردد فى التحرك ضد «داعش» فى سوريا كما يفعل فى العراق. وأشارت وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية إلى أن «أوباما» أعلن تلك الاستراتيجية بدون أن يورد تفاصيل حول الجدول الزمنى لها. وأضاف «أوباما»: «هدفنا واضح.. سوف نضعف التنظيم وصولاً إلى القضاء عليه من خلال استراتيجية شاملة ومستديمة للتصدى للإرهاب»، معتبراً أن «الجهاديين الذين قطعوا رأس صحفيين أمريكيين اثنين ينتمون إلى منظمة إرهابية تقتصر رؤيتها على المجازر بحق من يعارضونها». وتابع: «هذا مبدأ جوهرى فى رئاستى: إن هددتم أمريكا.. فلن تجدوا ملاذاً آمناً». وجدد «أوباما» استبعاده إرسال قوات أمريكية برية على الأرض، معلناً فى الوقت ذاته إرسال 475 مستشاراً عسكرياً إضافياً إلى العراق لدعم القوات الكردية والعراقية بالتجهيزات والتدريب والاستخبارات، ما يرفع عدد العسكريين الأمريكيين الموجودين فى العراق إلى 1600. وأضاف: «لن نستطيع أن نقوم بدور العراقيين والعرب فى حماية أنفسهم وما يجب أن يفعلوه لأنفسهم»، داعياً الكونجرس الأمريكى إلى منحه المزيد من الموارد لتجهيز مقاتلى المعارضة السورية المعتدلة وتدريبهم.[SecondQuote]
وأوضح «أوباما»، الذى حاول مراراً الابتعاد عن الحروب والأزمات، أن «الحملة ضد داعش ستكون شبيهة بعمليات مكافحة الإرهاب فى الصومال واليمن وستكون مختلفة عن حربى أفغانستان والعراق». وقال «أوباما»: «سنجرى حملة منظمة من الضربات الجوية ضد هؤلاء الإرهابيين»، مشيراً إلى أن إدارته ستعمل مع الحكومة العراقية على حماية المهمات الإنسانية والأمنية. وأضاف: «هناك حاجة لدعم القوات العراقية والكردية بالتدريب والاستخبارات والمعدات.. سنقوم أيضاً بدعم جهود العراق للوقوف مع وحدات الحرس الوطنى لمساعدة المجتمعات السنية فى تأمين حريتها من سيطرة داعش». وحول قوات المعارضة السورية، قال «أوباما»: «قمنا بتسريع مساعداتنا العسكرية للمعارضة السورية، وأدعو مرة أخرى الكونجرس أن يقدم لنا الموارد الإضافية لتدريب وتجهيز هؤلاء المقاتلين فى مكافحة داعش»، مشدداً على أنه «لا يمكن الاعتماد على نظام الأسد الذى يروع شعبه، وهو نظام لن يستعيد أبداً الشرعية التى فقدها». وقال الرئيس الأمريكى إنه «بدلاً من ذلك، يجب علينا أن نعزز المعارضة كأفضل توازن مع المتطرفين، فى الوقت الذى يجب فيه مواصلة الحل السياسى لحل الأزمة السورية للأبد». وأكد «أوباما» ضرورة «استمرار جهود مكافحة الإرهاب لمنع داعش من تنفيذ أى هجمات»، قائلاً: «سيكون هذا عن طريق العمل مع الشركاء، ومضاعفة الجهد لقطع تمويل داعش، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب من وإلى الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنه «سيرأس اجتماعاً فى مجلس الأمن الدولى خلال أسبوعين لمواصلة تعبئة المجتمع الدولى حول هذا الجهد». وقال «أوباما» إن «الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الأبرياء الذين هجّرهم التنظيم الإرهابى، وهذا يشمل السنة والشيعة من المسلمين، وعشرات الآلاف من المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى». وحول أهداف التحالف ضد «داعش»، قال «أوباما» إنها «إضعاف وتدمير داعش، عن طريق استراتيجية شاملة ومتواصلة. وبحسب مشاوراتنا مع حلفائنا فى الخارج والداخل، أستطيع أن أعلن أن أمريكا ستقود تحالفاً واسعاً للتصدى لهذا التهديد الإرهابى».
وعقب الخطاب، قالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارى هارف، إن «تخويل الرئيس الأمريكى لوزير خارجيته بمنح العراق مساعدات عسكرية، سيستخدم لتزويدهم بمعدات شديدة الأهمية ونقل تجهيزات للقوات العراقية بما فيها قوات حكومة إقليم كردستان العراق». من جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل، أن «أوباما وضع استراتيجية قوية وشاملة لمواجهة التنظيم.. والجيش الأمريكى مستعد لتنفيذ الأوامر التى يصدرها أوباما بصفته القائد العام للجيش من أجل التعاون مع أجهزة الحكومة الأمريكية وكذلك مع الأصدقاء والحلفاء حول العالم لإتمام هذه المهام». وتباينت ردود الفعل محلياً ودولياً بشأن خطاب «أوباما» واستراتيجيته الجديدة، حيث قال كيفين ماكارثى زعيم الغالبية الجمهورية فى مجلس النواب، إنه «ينبغى القيام بالمزيد». فيما قال زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ هارى ريد: «علينا أن نقوم بتجهيز وتدريب المعارضين السوريين والمجموعات الأخرى فى الشرق الأوسط التى تحتاج إلى المساعدة.. لقد حاول الرئيس فى السابق الحصول على موافقتنا على الأمر، وعلينا أن نعطيه هذه الموافقة اليوم». وأكد مسئول أمريكى بارز أن خطاب «أوباما» يشكل أمراً بشن عمليات عسكرية فى سوريا، بالرغم من تمنعه لفترة طويلة عن التدخل فى النزاع الحالى فى هذا البلد. وفى سوريا، قال الائتلاف الوطنى للمعارضة السورية، أمس، إنه «مستعد للعمل مع الولايات المتحدة ضد مقاتلى داعش بعد أن أذن أوباما بشن هجمات جوية أمريكية لأول مرة فى سوريا»، فيما علقت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، على خطاب «أوباما» وسياسة واشنطن ووصفتها بـ«الراعية للإرهاب، والمعرقلة لإيجاد حل سياسى للأزمة فى سوريا».[ThirdQuote]
وفى الوقت ذاته، قال مسئولون أمريكيون، إن «المملكة السعودية وافقت على استضافة معسكرات تدريب لمقاتلى المعارضة السورية المعتدلين فى إطار استراتيجية موسعة للرئيس الأمريكى لقتال داعش»، وأشار المسئول البارز -لوكالة أنباء «رويترز» البريطانية- إلى أن «ما لدينا الآن هو تعهد من السعودية بأن تكون شريكاً كاملاً معنا فى ذلك الجهد، بما فى ذلك استضافة ذلك البرنامج التدريبى».
وعلى الصعيد العراقى، قال عضو المكتب الإعلامى لثوار العشائر بالموصل مصعب العبيدى، إن «ثوار العشائر لن يتعاونوا مع أى تحالف دولى أو أى قوة أجنبية لمحاربة (داعش)»، مؤكداً أنه فى حال تعرض مواقع الثوار لأى هجوم من قبل القوات الحكومية أو الدولية بحجة مواجهة «داعش»، فإن «الثوار لهم الحق فى الرد.. وسنقاومهم بالقوة المسلحة وستكون كل المصالح الأمريكية والأوروبية هدفاً لنا».
ملف خاص:
جهادى مقرب لـ«داعش»: مستعدون للقتال وسنخرج من المعركة أكثر انتشاراً فى المنطقة العربية
استراتيجيون: مؤتمر السعودية سيحقق نتائج إيجابية إذا ركز على مكافحة كل التنظيمات الإرهابية
الإخوان وداعش.. «من قتلنا فليس منا»
أحزاب ترفض انضمام مصر للتحالف الدولى لضرب «داعش».. وتحذر من تصاعد «الإرهاب الداخلى»