أشرف الخمايسي في توقيع "انحراف حاد": المبدع تفصله عن الجنون خطوات
احتفل الكاتب أشرف الخمايسي، بتوقيع ومناقشة روايته الجديدة "انحراف حاد" بمقر الدار المصرية اللبنانية، أدار الندوة الروائي أشرف العشماوي وشارك فيها عدد كبير من الكتاب والمبدعين، منهم إبراهيم عبدالمجيد، مكاوى سعيد، شريف لطفي، أحمد القرملاوي، عمرو العادلي، ومصطفى عبدالله.
وقال الخمايسي: "هذه الرواية هي الثالثة ضمن مشروع فكري مكون من 5 روايات، يعبر عن الفكرة التي تسيطر علي وهي فكرة الخلود، وظني أن الموت يأتي نتيجة خلل ما سيستطيع العلم فى المستقبل أن يتغلب عليه فيصل الإنسان للخلود، لأننى أعتقد أن الموت هو الشيء الغامض وغير المنطقي في الحياة، لذلك أريد أن أخربش فيه، وستكتمل الحياة بخلافة الإنسان على الأرض بعد وصوله للخلود، وهذه هي نفس الفكرة التي أثرتها في الروايتين السابقتين (الصنم) و(منافى الرب)، وأنا حاليا بصدد كتابة روايتين هما (ضيف الله) و(صوفيا هارون)، وهما يعبران عن نفس الفكرة".
وأضاف الخمايسي: "في رأيي المبدع هو إنسان غير طبيعي، وبينه وبين الجنون والشطط خطوات معدودة، وبالنسبة لي فإن تربيتي كانت ستنتج مجرمًا أو مبدعًا، لأن أبي كان قاسي جدا وعشت سنوات طويلة من عمري أعاني الانطواء والانكسار، ولكني كنت دائما أفعل ما أؤمن به، وأذكر أني تركت الكتابة لمدة عشر سنوات لأسباب سياسية".
وتابع، "بعد حادثة محمد الدرة الطفل الفلسطيني الذي قتل برصاص الاحتلال بين يدى والده، فكرت في عمل مسيرة للاحتجاج ببلدتي في الأقصر، تضم المفكرين والأدباء ولم يستجيب لى كاتب واحد، فقررت أن أترك الحركة الأدبية تمامًا وانضممت بعدها لمجموعة من السلفيين وأطلقت لحيتى وكنت مخلصًا جدًا لهذا الموضوع، وبعد قترة تركتهم بعدما شعرت باعوجاجهم الفكري وعدت للكتابة".
فيما قال أشرف العشماوي عن الخمايسي: "هو كاتب مثير للجدل وشخصية غامضة وأحيانا صادمة، بدايته كانت قوية جدا فقد كٌرم من نجيب محفوظ عام 1994 بعد عمله الأول، ثم اختفى تماما من الساحة الأدبية لمدة 10 سنوات، لتكون عودته قوية جدا، حيث وصلت روايته "منافى الرب" للقائمة الأخيرة لجائزة البوكر، و تتميز "انحراف حاد" بأسلوب تشويقى سلس وفكر عميق، قد ينخدع القارىء فيظن أنه يتابع حكاية، ولكن الحقيقة هو يرسم فى هذه الرواية الحياة بكل ما فيها، الفساد والآلام والضمير والآثام، الحياه ما لها وما عليها وما فيها ومن فيها وتنتهي الرواية بالموت".
ويقول إبراهيم عبدالمجيد، "تأتي أهمية الخمايسي في أنه صدم الجمهور بفكرة جدلية فلسفية، تشغل الناس جميعًا للحظات في بعض مواقف الحياة، ثم ننساها في زحام المشاكل والهموم، وفكرة الموت مطروحة بشدة في الأدب العالمي، ولكن لم يطرقها أحد من جيل الأدباء الشباب في مصر، وربما سيطرت على الخمايسي بحكم حياته في الأقصر مدينة الخلود، ويلفت نظرى انتقال الكاتب من لغة بلاغية صعبة في رواية (منافى الرب) إلى لغة أكثر بساطة وسلاسة في (انحراف حاد)؛ ليلائم الشخصيات".