قنصه الإخوان فى «الاتحادية» وخذله حى عابدين
![قنصه الإخوان فى «الاتحادية» وخذله حى عابدين](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/267968_Large_20140914081331_19.jpg)
«مصاب من أيام المظاهرات ضد الإخوان، وأصابنى شلل نصفى، ممكن تمهدوا ليا الرصيف عشان أقدر أطلع بالكرسى للمحل الخاص بيا»، طلب ورجاء من الشاب محمد كرانشى، توجه به إلى موظفى الحى فى عابدين، لعلهم يمهدون له الطريق إلى محله، لكن الرد جاء مفاجئاً وصادماً من الموظف الذى سأله: «انت بقالك قد إيه على كدا؟»، فرد الشاب: «سنتين»، فإذا بالموظف ينهره: «بقالك سنتين بس وجاى تتكلم وتقول المفروض ومش المفروض، انت لسه جديد فى الإعاقة؟».
صدمة لم تكن الأولى ولا الأخيرة لمحمد، الذى أصيب برصاصة قبل أكثر من عام، دخلت تجاه قلبه لتستقر فى عموده الفقرى مصيبة إياه بشلل، يعمل «كرانشى» فنى كهرباء، كانت وظيفته تقتضى المرور من بيت لآخر، كثيراً ما ترك عمله لأجل التظاهر، فهو يؤمن بحقه السياسى: «من 25 يناير وأنا بتظاهر، نزلت ضد مرسى، وهتفت ضده عند الاتحادية وكان جزائى رصاصة من قناص إخوانى، فلتت بـ5 سم، سبقنى الحسينى أبوضيف بدقايق وأنا بعده، افتكرت الدولة هتساعدنى، لكن المساعد ربنا».
أيام طويلة فى قصر العينى الفرنساوى، رفضت الدولة علاجه، لكن جمعيات أهلية، منها «يهمنى الإنسان»، ساعدته، تجربة صعبة جعلته يرى الكثيرين من مصابى الثورة وما بعدها: «الناس نفسيتها زى الزفت، وأثرت على حالتهم الصحية، لو كان فيه أمل للشفا، ما عادش موجود، حاولت أشجعهم ينزلوا زيى ويحاولوا يخرجوا من الإحباط لكنهم مكسوفين من نظرة الناس».