"البترول والماء والدماء".. سوائل تهيمن على العالم
بدأت السيطرة على العالم تأخذ أشكالا أخرى، بدلا من تكوين امبراطوريات، ومستعمرات خارجية، لتوسيع رقعة الحكم، أصبحت ثلاث صور من السوائل، تتحكم في أدمغة البشر.. الماء، والبترول والدماء.
البترول، الذي سبب منذ اكتشافه في دول الشرق الأوسط، عدد لا نهائي من الحروب والاحتلال، نتيجة توافره بكثرة، فكانت السيطرة عليه مطمع معظم الدول الكبرى.. "بنهاية عام 2090 لن يكون هناك وجود للبترول"، وفق الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول بجامعة قناة السويس، الذي أكد في حديثه لـ"الوطن"، أنه يجب على العالم بدلا من محاربة بعضه البعض لأجل البترول، أن يبحث عن مصدر آخر للطاقة.. "من خلال الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين، والطاقة النووية"، مضيفا "على الرغم مما يحدث على أراضي دول البترول مثل العراق وليبيا، إلا أن إنتاجهم للبترول مضاعف، وهو ما يثبت تفكير الدول الكبرى الصناعية واتجاه تفكيرهم الصحيح، بالمقارنة مع الدول النامية.
أما الدماء، فهي آخر السوائل التي يستغلها البشر، لقضاء مصالحهم، وهو السبيل الذي اتخذته "داعش"، للسيطرة على معظم دول الشرق الأوسط وتكوين ما أسموه بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ومن ثم الانطلاق إلى كل دول العالم.. "أشكال الإرهاب أصبحت متعددة في الفترة الحالية، ويعاني منها المجتمع الدولي بشكل عام" بحسب اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن تنظيمي داعش والقاعدة أصبحا في الفترة الحالية الهاجس الإرهابي الأكبر لدى العالم، لذا يحاول العالم بأجمعه مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله، في كل البلدان، وفق مسلم، حيث إنه ولد القتل والعنف والدماء، فاستنزف العديد من الأرواح البشرية التي راحت هباءً، لذلك يجب العمل على حل تلك الأزمة بكل الطرق الممكنة من الناحية الأمنية والاقتصادية وحتى الفنية.
أما الماء، فاستهوى دول جنوب إفريقيا، فقررت أن تستولي إثيوبيا من خلال سد النهضة، على حصة من المياه من نصيب دول المصب، ومنها مصر، التي تتمتع منها بتوليد الكهرباء، والزراعة.
ويرى الدكتور أحمد فوزي، الخبير المائي، أن المياه هي المشكلة الحقيقية التي يواجهها العالم حاليا، نتيجة ندرة المياه العذبة وسوء توزيع الأمطار بين مدن العالم، والاتجاه لتنقية المياه الجوفية.
وتابع "سد النهضة والسدود الأثيوبية الأربعة هم المشاكل الأساسية بالنسبة لمصر، وسيترتب عليهم نقصا حادا في حصة القاهرة من مياه نهر النيل، ومن الممكن أن تولد صراعات ضاربة".