«لقاء» تحدت تقاليد الصعيد واشتغلت «ميكانيكية»: «كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر»
قبل أن تفكر فى استكمال مشوار والدها، لم تفكر لقاء مصطفى الخولى، فى عادات وتقاليد قريتها فى محافظة الأقصر ولا القيود الاجتماعية التى تحرمها من مهن معينة ومنها الميكانيكا. مرض والد «لقاء» فقررت ألا تغلق ورشة الميكانيكا التى يمتلكها واستكملت المسيرة دون الالتفات لكلام الناس.
«لقاء» التى تتمتع بقدر من الجمال، استبدلت شحوم السيارات بالمانيكير، والزيوت والبنزين بالبرفانات، وقررت مساعدة والدها المسن الذى لا يستطيع القيام بكل أعمال الورشة بمفرده، ولتساعد شقيقتيها اللتين لا تزالان تدرسان بالتعليم الجامعى: «شربت المهنة من أبويا وبقى عندى زباين كتير بيجولى من كل حتة فى الصعيد عشان بيثقوا فى شغلى». «لقاء» التى لم تتجاوز 18 عاماً، كانت تجلس إلى جوار والدها فى الورشة منذ أن كانت طفلة صغيرة وتعلمت الكثير من أسرار المهنة، وعقب حصولها على «دبلوم تجارى» تفرغت للعمل بالورشة وهو الأمر الذى لاقى استهجان الكثيرين الذين كانوا يتساءلون: «إزاى بنت تشتغل فى الشغلانة دى؟» لكنها لم تتردد ولم تتراجع وقررت الاستمرار من أجل والدها وشقيقتيها: «بقيت بعشق المهنة وبقضى فيها كل وقتى، كما أن تشجيع والدى جعلنى لا أفكر فى تركها على الرغم من أننى بتعرض لمضايقات كتير».
«لقاء» لم تكتف بما تعلمته على يد والدها بل قرأت كثيراً فى كتب الميكانيكا لتوسع من دائرة معرفتها بهذا المجال، وأكدت أن لديها حلماً تسعى إلى تحقيقه وهو دراسة الميكانيكا، وفتح ورشة كبيرة فى مدينة إسنا، مشيرة إلى أن هذا الحلم لن يمنعها من التفكير فى مستقبلها كفتاة تريد أن تتزوج وتفتح بيتاً.