أرملة محمد البراهمي تروي لـ«الوطن» تفاصيل اغتياله على يد إخوان تونس
المناضل التونسي محمد البراهمي
تحدثت السيدة مباركة عواينية، أرملة محمد البراهمي، لـ«الوطن» في أول حوار لصحيفة مصرية، عن ذكرى اغتياله ومواقفه الوطنية وتصديه لجماعة الإخوان في بلاده، وملف قضية اغتياله وتورط الجهاز السري لحركة «النهضة» الإخوانية، حيث تذكرت يوم الاغتيال وكواليس ما حدث.
وقالت أرملة محمد البراهمي: «أتذكر تفاصيله كأنها تمر الآن، كان يوم 25 يوليو عام 2013، الموافق السادس عشر من شهر رمضان وكان أيضا ذكرى عيد الجمهورية، نام متأخرا تلك الليلة، سهر خارج البيت مع رفاقه وعاد حوالي الثانية فجرا، وأكمل سهرته مع ابنته (بلقيس) بالمطبخ، كانا يتحدثان عن التوجيه الجامعي باعتبارها قد نجحت حديثا في امتحان البكالوريا (الثانوية العامة)، وتستعد للدخول الي الجامعة، كنت في غرفتي أشاهد التلفاز حتى تناهى إلى مسمعي أذان الفجر، فتوضأت وصليت في الصالون».
أرملة البراهمي: لم نتعود أن نتناول الإفطار بمفردنا
وأضافت لـ«الوطن»: «عندما انتهيت وهممتُ بالدخول إلى غرفتي وجدته يفرش سجادته ويضحك متندرا: (لماذا تُصلّينَ بهذه العجلة؟)، فأجبته: (حتى لا أصلي معك فتُبقيني نصف ساعة وأنا واقفة)، واستيقظنا بعد العاشرة صباحا عندما أتت إليه ابنتنا الصغرى (فداء) لتُلاعبه وتطلب منه كعادتها :(بابا احكيلي حكاية)، فيؤلف لها فورا قصة تتابعها الصغيرة بكل انتباه، ويومها استأذن منها أن يقوم ليأخذ حماما ثم يخرج».
وتابعت: «تبادلنا بعض الكلمات وسألني إن كنتُ قد دعوت أحدا على الإفطار لأننا لم نتعود أن نتناول الإفطار بمفردنا في كل أيام شهر رمضان المبارك، واتفقنا على أن ندعو صديقه النائب مراد وزوجته، وسألني وهو يفتح الباب للخروج إن كنت قد سمعت أذان الظهر ولما أجبته بالنفي قال لي :(سأصلي خارج المنزل)، قالها وأغلق الباب وراءه، ثم سمعت باب السور وهو ينغلق أيضا، وتلاه استماعي لصوت الرصاص، فتيقنت أنه هو، وخرجت من البيت، فوجدته وراء مقود السيارة غارقا في دمائه ووجدت القاتلين يتجهان نحو دراجتهما النارية بكل ثقة وثبات».
واستطردت: «عدت إلى البيت مسرعة وارتديت عباءتي ووضعت شالا على رأسي ثم عدت إليه وجدت ابني عدنان وأخته بلقيس يجلسان القرفصاء في الباب المحاذي لباب والدهما حيث تدلى رأسه على المقعد المحاذي لمقعده وكان عدنان يُمسك سبابته ويصيحان معا: (يا بابا شهّد.. يا بابا شهّد)، أشفقت عليه وطلبت منهما أن يتوقفا، لكنه نطق الشهادتين ثم أغمض عينيه».
واختتمت أرملة البراهمي: «توافد الجيران وحملناه إلى «مستشفى محمود الماطري» حيث أسلم روحه لبارئها، ثم نزلت تونس عن بكرة أبيها في مظاهرات تحمل الإخوانجية جريمة الدولة ضد المناضل النائب محمد البراهمي».