بريد الوطن.. بين الإدمان والعادة والفهم المغلوط
الإدمان
هناك فهم مغلوط يخلط بين الإدمان والعادة، فكلمة إدمان تعنى التعلق أو الاعتياد المرضى على فعل شىء معين للوصول إلى راحة مؤقتة، يصاحبه تأنيب الضمير، القلق والتوتر، عجز الجسد عن الشعور بالراحة لحين إعادة الإشباع مرة أخرى، ويحدث ذلك نتيجة وجود خلل فى مراكز المخ، ولعل من أبرز علامات الإدمان فقدان القدرة على الامتناع عن الشىء، وهنالك العديد من الأنواع الأخرى الشائعة للإدمان قد لا يلقب صاحبها بالمدمن كالإدمان الإلكترونى واضطراب النوموفوبيا أو رهاب عدم تفقد الهاتف، إدمان تناول الطعام، هوس الشراء والتسوق.
أما كلمة عادة فتعنى الاعتياد على القيام بمهمة ما والالتزام بها بشكل روتينى دون الحاجة إلى بذل جهد، ولعل أهم ما يميز العادة هو توافر الإرادة السوية، فعندما يشعر الإنسان بأن عادة ما قد تسبب لنفسه الضرر ويقرر أن يتوقف عنها أو يستبدلها بعادة أخرى تجلب الراحة لحياته ونجحت إرادته سُمى الأمر عادة، أما عند عجز الإرادة وفشل جميع محاولات التغيير الفردية سُمى هذا الأمر إدماناً يحتاج إلى تدخل.
تذكر أخيراً كلمات «بولس الرسول»: «كل الأشياء تحل لى لكن لا يتسلط علىَّ شىء»، وهذا هو المفتاح الجوهرى للتفرقة «قوة أو فقدان الإرادة»، فتذكر دائماً أن العادات قد تتحول إلى إدمان إذا لم يتم التدخل لمعالجة الأمر.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com