"ابن رشد وأبو حيان والداراني" علماء أحرقوا كتبهم وآخرهم الكاتب الإيزيدي خدر سليمان
حاول أن يحتج بطريقته على العنف والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي بلدته في العراق على يد التنظيم الإرهابي "داعش" فحرق كل كتبه بيديه، الكاتب والأديب خدر سليمان، الذي يعتنق الديانة الإيزيدية والتي تعد من أقدم الديانات التي ظهرت في بلاد الرافدين قبل آلاف السنين، حيث تعرض معتنقو تلك الديانة للإبادة الجماعية من الرومان والفرس والدولة العثمانية التي ارتكبت أبشع الجرائم ضدهم حتى بعد تكوين الدولة العراقية تعرَّضوا لهجوم من الجيش العراقي لرفض عدد منهم أداء الخدمة العسكرية، والآن من تنظيم "داعش"، وهو ما دفعه أن يحرق مكتبته قبل أن يأتي عناصر التنظيم ويحرقونها بأيديهم.
عاش الكاتب خدر سليمان بجبل سنجار في العراق، وتكونت ثقافته من الثقافات العربية الأشورية والسيريانية، فيقول "حاولت أعبِّر عن تلك الآلام والمأسي بقلمي عجز القلم وحاولت أقرأ كتبي من جديد فلم أستطع"، لافتًا إلى أن الأديب والحكيم الصوفي أبو حيان التوحيدي أقدم على حرق كتبه في فترة الخلافة الإسلامية "لقلة جدواها" وهو نفس الشعور الذي انتابه، حسب وصفه "حاولت أحتج بطريقتي فأقدمت على حرق مكتبتي".
"والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك"، قالها أبو سليمان الداراني، بعد أن جمع كتبه وأشعل النار بها، وأبوسعيد السيرافي، الذي لقب بـ"سيد العلماء" عندما قال لولده محمد "تركت لك هذه الكتب تكتسب بها خير الأجل، فإذا رأيتها تخونك فاجعلها طعمة للنار"، وسفيان الثوري الذي مزَّق كتبه ألف جزء وطيَّرها في الريح وقال: "ليت يدي قُطعت من ها هنا ولم أكتب حرفًا"، معاناة الماضي انتقلت للحاضر ووصلت إلى الأديب خدر سليمان، فالأحداث متشابهة وما زال العنف الديني والتعصب المذهبي هو صاحبة الكلمة العليا، ويقول: "طائفتي تتعرض للإبادة بهجمات شرسة من تنظيم داعش على مرأى ومسمع من الجميع يوميًا"، لافتًا إلى أنه سخَّر حياته للتعريف بديانته وكتبها بأكثر من لغة، حسب وصفه "الذي يعرف قيمة الكتاب والذي يعرفني يعرف مدى الجرح الذي أصابني وأنا أحرق كتبي".