محكمة أمريكية تنظر قضية إطعام معتقل بـ"جوانتانامو" قسرا
استمعت محكمة أمريكية أمس، إلى الدفاع عن معتقل أجيز بترحيله من جوانتانامو منذ 2009، لكنه لا يزال في السجن، ويلجأ إلى الإضراب عن الطعام، لأنه السبيل الوحيد المتاح له، ما يعرضه لإطعام قسري "مؤلم ومهين".
وهذه هي أول مرة، تحال فيها قضية أمام القضاء الفيدرالي حول ظروف الاعتقال في جوانتانامو والمعاملة فيه، منذ وصول المشتبه بهم في قضايا إرهاب إلى القاعدة الأمريكية في جنوب كوبا، قبل 13 عامًا.
ويعد أبو وائل دياب من المعتقلين الـ149 المتبقين في جوانتانامو، وهو سوري الجنسية، واعتقل دون توجيه اتهام إليه أو محاكمته منذ 2002، وصدر تصريح بترحيله في 2009، وهو يلجأ مرارًا إلى الإضراب عن الطعام.
وقال إريك لويس، أحد المدافعين عن "دياب" أمام القاضية جلاديس كيسلر: "إضرابه عن الطعام هو السبيل الوحيد المتوفر لديه للاعتراض بشكل سلمي على ظروف اعتقاله".
وأضاف: "لقد مرت أشهر وسنوات وهو لا يزال هناك، أجيز بترحيله منذ خمس سنوات، وإضرابه عن الطعام نداء إنساني إذ لا خيار أمامه".
وتقدم "دياب" بشكوى ضد إطعامه "القسري" من قبل الحراس في جوانتانامو، الذين يقومون كل مرة يريدون إطعامه بإدخال أنبوب في أنفه وحلقه حتى أمعائه وإخراجه.
وتابع لويس: "يريد أن يعامل بإنسانية"، مشيرًا إلى أن "الإطعام القسري عملية مهينة ومؤلمة".
ورد المدعي أندرو واردن بأن "العملية ليست مؤلمة، وأنه تتم تغذية دياب بالقوة، لأنه معروف بعصيانه، فهو يرفض الطعام بانتظام والإجراء ضروري لتفادي وفاته".
ومن جهتها، قالت سوندرا كروسبي، خبيرة شؤون ضحايا التعذيب، أستاذة الطب في جامعة بوسطن إن "دياب يعاني من مشاكل صحية، وإنه يحتاج إلى عكازات أو كرسي متحرك للتنقل".
وأضافت أن "السلطات في السجن رفضت منحه عكازات أو كرسيا متحركا"، وتابعت أنه "إجراء عقابي في الظاهر، وأنه من غير اللائق أبدًا حرمان شخص لديه صعوبة في السير من كرسي متحرك".
ورغم ألمه، أُخذ "دياب" من زنزانته بالقوة 1300 مرة، وتم تقييده إلى كرسي لإطعامه بالقوة، وقال واردن إن "دياب قيد إلى الكرسي لحماية الحراس"، مضيفًا: "الكرسي لا يستخدم كعقاب أو للتسبب بألم، بل كوسيلة لضمان أمن الحراس والمعتقلين".
وقالت كروسبي: "دياب سيكون مستعدًا للتعاون مع وسيلة الإطعام، إذا تمت بشكل غير قسري"، وأقرت بأن الإطعام بواسطة أنبوب يتم إدخاله عبر الأنف هو الأسلوب المعتمد في المستشفيات، لإطعام المرضى غير القادرين على تناول الطعام بشكل طبيعي، لكنها أشارت إلى ضرورة ترك الأنبوب في مكانه لتجنب التسبب بألم لا مبرر له.
ورد واردن بالقول: "ذلك يمكن أن ينطوي على مخاطر حصول التهاب، كما أنه يترك بحوزة المعتقلين أنبوبا يمكن أن يستخدمونه للانتحار".
وأمرت القاضية بأن تتم المحاكمة بشكل علني، رافضة بذلك طلبا تقدمت به الحكومة لتكون سرية، كما طلبت القاضية قبل أيام فقط من بدء المحاكمة من الإدارة الأمريكية نشر 28 تسجيل فيديو تظهر فيها عمليات إطعام قسري في السجن، كما يظهر في التسجيلات فريق "الإخراج بالقوة" يقيد "دياب"، لإدخال الأنبوب وإطعامه بالقوة.