«الحناء السامة» تثير الرعب فى مطروح.. و25 حالة تسمم ووفاة سيدتين.. وضبط 1047 عبوة مجهولة المصدر
سيطرت حالة من الخوف والذعر على أهالى محافظة مطروح، خصوصاً بين السيدات، بعد تزايد عدد الفتيات المصابات بالتسمم جراء وضع الحناء، إلى 25 حالة إصابة، إضافة إلى وفاة عروس ليلة زفافها.
وقال الدكتور مصطفى أشرف، طبيب استقبال وطوارئ بمستشفى مطروح العام، إن المستشفى استقبل، فى الأيام القليلة الماضية، 25 حالة تسمم، بسبب «زيت المحلبية» الذى يُضاف إلى الحناء، مضيفاً أن المستشفى سجل حالة وفاة جديدة كان لديها ضيق تنفس بسبب زيت المحلبية والكيروسين المختلط بالحناء.
وأوضح أنه تم نقل 4 حالات تسمم لمركز السموم بالإسكندرية، فيما تم علاج أغلب المصابات داخل مستشفى مطروح العام. وقال الطبيب إن زيت المحلبية يسبّب حساسية شديدة بالجسم ويؤدى إلى انخفاض فى ضغط الدم، ويحدث ضيقاً بالتنفّس وضيقاً بحدقة العين، والإصابة بفقدان الوعى وعدم الاتزان وعدم القدرة على النطق، مضيفاً: فى بعض الأحيان تؤدى إلى الإصابة بطفح جلدى. ووجّه الدكتور أشرف نداءً إلى جموع المواطنين بمطروح بالتوجه إلى مستشفى مطروح العام، فى حالة ظهور أى من الأعراض السابقة، ليتم علاجه قبل حدوث أى مضاعفات قد تسبب الوفاة. وحول حرص فتيات مطروح على رسم الحناء، تقول تفاحة عبدالله، 50 سنة: «إحنا وبناتنا طول عمرنا بنحط حناء للعروسة والفتيات فى جميع المناسبات من أفراح وأعياد وغيرها، لكن أول مرة نسمع عن حالة وفاة، ومش عارفين إيه السبب، هل هو زيت الحناء (المحلبية) أو الحناء ذاتها؟».
وأضافت السيدة الخمسينية: «أول ما سمعنا بالخبر تركنا الحناء هذا العيد، عشان ماتسببش مشاكل لينا والبنات خايفة ونريد أن نعرف سبب الإصابة بالتسمم». وتضيف «أم ندى»، 45 سنة، ربة منزل مقيمة بالكيلو 2 بمطروح: نحن عرب مطروح لدينا عادات وتقاليد، ومن أشهر عاداتنا «الحنة»، لأنها سّنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكى يصبح لها لون أحمر غامق نضع عليها زيت المحلبية، لكى تدوم أطول فترة ممكنة.
والتقطت، فاطمة محمد، 22 سنة، من أهالى مطروح، خيط الحديث، قائلة: عادتنا أن نستخدم الحنة فى المناسبات، خاصة فى الأفراح والأعياد، ولا بد من وجود دور ورقابة من مديريتى التموين والصحة.
ويقول محمد زايد، من قبيلة العشيبات من قبائل أولاد على الأحمر بمطروح: الشباب يستغلون عيد الأضحى ووجود الذبائح، ويقيمون أفراحهم فى العيد، وكعادتنا تضع النساء والفتيات الحنة فى الأفراح، ويستخدم زيت المحلبية و«سكر الحنة» لإعطاء الحناء لوناً غامقاً، فتتفاعل هذه الكيماويات مع بعضها وعند وضعها على الجلد تتفاعل مع الجلد وتسبب التسمم، مضيفاً: تسببت الحناء فى وفاة حالتين، واحدة من عائلة الجرارى بالنجيلة، والثانية من عائلة السناقرة قرية الشماس التابعة لمركز ومدينة سيدى برانى. وتابع «زايد»: زيت المحلبية يأتى من دولة ليبيا عن طريق التهريب فى ظل غياب كامل لدور الرقابة من قِبل «التموين والصحة»، مطالباً محافظ مطروح بالتدخل الفورى وتوجيه العاملين فى التموين والصحة، بالنزول إلى الأسواق لضبط هذه المواد.
فى المقابل، قال العمدة «مطرود يادم» عمدة قبيلة عميرة بالنجيلة، إنهم أطلقوا حملة توعية شاملة جابت أنحاء المنطقة لتوعية الأهالى وأصحاب المحلات بمخاطر الحناء وزيت الحناء، مضيفاً: استخدمنا المساجد والمنابر فى تحذير السيدات من استعمال الحناء، والإفراط فى وضع زيت المحلبية المعروف بـ«زيت الحية»، فى تركيب الحناء.
وأوضح أن التسمم قد يكون ناتجاً عن الممارسات الخاطئة فى تركيب الحناء، مشيراً إلى قيام بعض النسوة بوضع 6 أو 7 عبوات من «زيت الحية»، على الحناء، لتثبيتها أطول فترة ممكنة، وعلق قائلاً: «هذا استعمال مبالغ فيه، والأفضل وضع إضافات قليلة بالتنقيط مثل القطرة». وكشف العمدة مطرود يادم عن قيام عُمد وأبناء القبائل بجمع عبوات زيت الحناء، غير معروفة المصدر من محلات النجيلة، مشدداً على ضرورة قيام الأجهزة المعنية بدورها فى مراقبة الأسواق. من جانبه، قال السيد أبواليزيد، مدير مديرية التموين والتجارة الداخلية بمطروح، إن المديرية شنّت حملة مكبرة على محلات بيع الحناء، وضبطت 1047 عبوة مجهولة المصدر، وحرّرت 11 محضراً، وأحالتها إلى النيابة العامة، مشدداً على استمرار الحملات بصورة يومية.