"أميرة" تجمع الزجاج المكسور من الشارع "رفقا بالحيوان"
في الصباح الباكر، تنزل أميرة عبده من منزلها بحي المعادي، تقطع الشارع طولا وعرضا، مثيرا تعجب المارة وأهالي منطقتها من حرصها على جمع الزجاجات المتناثرة من ثنايا أكوام القمامة المحيطة بالمقالب، لرغبتها في ابتعاد أي أذى قد يتعرض له الحيوانات الضالة التي تسير في الشارع باستمرار.
"كيس بلاستيك، مقشة، جاروف".. أشياء بسيطة اعتادت أن تخرج بها الشابة الثلاثينية من منزلها، لتتمكن من جمع أجزاء الزجاج بسلام، "بخرج قبل ميعاد شغلي بساعة عشان ألحق أجمع الإزاز اللي مرمي في الشارع، وأحط الأكل للكلاب والقطط وأروح شغلي".
حبها للحيوانات جعلها تبحث عن الأذى الذي يتعرض له الحيوانات الضالة، "بقالي فترة لاحظت إن الكلاب والقطط في الشارع رجليهم بتجيب دم، ولما حاولت أعرف السبب لقيتهم بيدوسوا على الإزاز اللي واقع في الشارع، وطبعا هما مش فاهمين حاجة فبيتعوروا".
لم تبال "أميرة" من نظرات المارة التي تواجها أثناء جمعها لقطع الزجاج، "أحيانا بيعدي جنبي ناس مش من المنطقة ويفضلوا يتريقوا عليا، وفيه ناس بتستغرب إني لابسه كويس ومش محتاجة وبجمع الإزاز من الزبالة"، كثرة الزجاج التي تجمعها "أميرة" يوميا، دفعتها أن تطرق بيوت أهالي منطقتها لحثهم على وضع الزجاج المكسور بإحكام داخل الأكياس، "عديت على معظم جيراني وطلبت منهم اللي يتكسر منه كباية أو أي إزاز يلمه في ورق جرايد الأول وبعدين في كيس عشان الكلاب والقطط بيدوسوا عليه وأوقات من كتر جوعهم ممكن يكلوه".
فكرة "أميرة" لاقت نجاحا بعد أن وجدت بعض جيرانها يجمع القمامة بطريقة مُحكمة عن الأول، حب الحيوانات دفعهم إلى عدم إيذائها "اكتشفت إن الناس محتاجة وعي مش أكتر، وإن اللي ماكنش عارف المعلومة بدأ ينفذها ويقول لغيره عشان نحاول نحافظ على الحيوانات اللي في الشارع، لأنهم ميعرفوش يميزوا زي الإنسان، فرفقا بالحيوان".