بالصور| قالوا عن "المتسلقة" هبة الحسيني: ابتسامات من حولك طريقك للجنة
للطبيعة وجوه وحشية، ترتديها لتحتضن من يأخذهم الشوق إلى جمالها وحيويتها الفطرية، فتحصد أرواحهم اليانعة.. على بُعد أشهر كان "باب الدنيا"، المخرج الجبلي من الحياة لـ7 شباب مصريين، لحقتهم متسلقة الجبال المصرية هبة الحسيني، أمس، من قمة جبل توبقال، الواقعة جنوب مدينة مراكش، أعلى قمة مغربية، التي تعد من بين أشهر قمم الجبال التي يتسلقها ممارسو رياضة تسلق الجبال عبر العالم.
رحلت هبة الحسيني وتركت إرثًا كبيرا من المحبة والدعاء، كافيًا لترديد اسمها دومًا تصحبها عبارات مدللة على سيرتها العطرة.. لم تتصدر عناوين الصحف رغم كل مغامراتها في تسلق الجبال، وأضحت حديث الساعة حينما قتلها شغفها باكتشاف الطبيعة.
الوجوم والخوف من المجهول لم يكن سمة "هبة" يومًا في التعامل مع الغرباء فـ"مَن يعرف هبة سطحيًا سيدرك مدى نقاءها وصدقها مع نفسها والاّخرين، هي ببساطة لم تكن مزيفة، كانت شغوفة بالحياة، فصورها عبر صفحتها على الفيس بوك متنوعة بين تسلق أعلى الجبال والقفز من الطائرات وركوب الأفيال والسفر في أماكن مختلفة".. هكذا تحدث عنها زميلها عمر عطية، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فهو لم يرها في حياته سوى وعلامات البشر تطفو على محياها.. "طول الخمس سنين اللي فاتوا متشوفهاش غير وابتسامة عريضة على وجهها، فلا يسعك غير أن تبتسم معها".
" من حبه ربه حبب فيه خلقه".. مثل شعبي يتوافق مع قول صديقها عمر عطية، إن "مَن يعرف هبة أكثر سيتذكر كم من بشر حولها، سواء من كبار السن في دور المسنين أو أطفال أيتام، ذوي احتياجات خاصة أو مصابي مرض السرطان، هي كانت السبب في رسم الفرحة على وجوههم على مدار أعوام متتالية، ليت الابتسامات على هذه الوجوه معك في هذه الصورة تكون وحدها شفيعة لك عند الله تعالى لدخول الجنة".
الموت يأخذ الأجساد والذكريات تدوم، لذا "روح هبة النقية" ستظل حول صديقتها إنجي عمر، كما عبرت عبر صفحتها على "الفيس بوك"، على الرغم من عدم استيعابها رحيل رفيقتها، تتذكر أول مقابلة بينهما، حينما ذهبا إلى جبل "باب الدنيا".
الانطباع الأول يدوم حتى الموت، تتذكر "إنجي" أن هبة كانت "ودودة" جدا في اللقاء الأول، ولم تشعر لحظة واحدة بالغربة عنها، متذكرة أول "سيلفي" التقطاه بمجرد وصولهم الجبل، وحديثهما بعد الانتهاء من صلاة العشاء.
بالرجوع إلى الفاجعة، قالت متسلقة الجبال المغربية، بشرى بايبانو، آخر مَن رافق هبة، عبر تصريح نقله موقع "هيسبريس" المغربي، إن هبة الحسيني، انزلقت حينما كانت تلتقط صورًا من أعلى جبل توبقال، بعد بلوغها قمته بصحبة متسلقين بريطانيين، ومرشد جبلي مغربي، وإن تساقط الثلوج على قمة الجبل ساهم في انزلاقها، ولم يتمكن المرشد الجبلي، ولا السلطات المحلية من الوصول إلى المتسلقة المصرية طوال 24 ساعة، بسبب وعورة المنطقة التي انزلقت إليها، واضطرت فرق الإنقاذ للاستعانة بطائرتين مروحيتين، لتتمكن من انتشال جثة الحسيني، مساء اليوم.
تغطية خاصة
السلطات المغربية تنجح في انتشال جثة المتسلقة المصرية "هبة الحسينى"
"الخارجية": نتابع تحقيقات مصرع متسلقة الجبال هبة الحسيني في المغرب
السفارة المصرية بالمغرب لـ"الوطن": جار شحن جثمان المتسلقة هبة الحسيني
مصرع متسلقة مصرية إثر سقوطها من أعلى قمة جبل في المغرب