رئيس الوزراء: نواجه الإرهاب دفاعا عن العالم
حضر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي تنظمه مؤسسة الأهرام بالتعاون مع وكالة "أنسا" الإيطالية تحت عنوان "نحو شراكة إستراتيجية عربية أوروبية للتجارة والتعاون الاقتصادي"، كما حضر وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، والتجارة والصناعة، والخارجية، ورئيس هيئة قناة السويس، بالإضافة إلى نائب رئيس البرلمان الأوروبي، والمدير التنفيذي ومدير عام وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".
وخلال كلمته، أكد رئيس الوزراء أنه حرص على التواجد في المؤتمر لعدة أسباب، منها الشراكة المصرية الأوروبية، والتي لم تبدأ اليوم، ولكنها بدأت منذ مهد الحضارة في مصر، حيث أشار إلى أن أول من استفاد من الحضارة المصرية، هي أوروبا، وذلك نظرًا لقرب المسافات بيننا، مؤكدًا على عمق العلاقات التي تربطنا بأوروبا، والتي تبنى على المحبة والسلام، لافتًا إلى أنه شعر بالسعادة عند مقابلة كبار المسؤولين الإيطاليين مؤخرًا، ووجد تفهمًا واضحًا للموقف المصري، وأنه سعيد أيضًا بحضور هذا المؤتمر داخل مؤسسة الأهرام العريقة، التي تحترم الصحافة والإعلام والفكر، حيث تعد مكانًا لرصانة وحرية وصدق الكلمة.
ووصف "محلب" المشهد الذي نعيشه، بوجود إرادة حقيقية للتغيير في مصر، وأن تكون مصر لاعبًا أساسيًا في المنطقة من أجل السلام، موضحًا أن ما يحدث في مصر هو مواجهة شرسة للإرهاب، وهي ضريبة ندفعها ليس فقط لحماية مصر والمنطقة، لكنها لحماية العالم، واصفًا الإرهاب بأنه "بلا دين أو جنسية أو هوية"، مؤكدًا أن الأديان تحض على المحبة والسلام، وأن الإرهاب والقتل أبعد ما يكون عن ذلك.
وتطرق "محلب" إلى ما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن والعراق، مشيرًا إلى أن الشعب المصري رفض تغيير هويته المصرية وثار، وجاء جيشه ليحميه، ويحمي دمًا كان سيراق، وهذه رسالة صادقة وصلت إلى جميع القلوب، مؤكدًا على أن الشعب لديه إرادة في ترسيخ معاني الحب والسلام، وأن تكون مصر منارة الحضارة، وأنه شعب يريد البناء، ويحترم حقوق الإنسان، ويرفض الإرهاب، وإراقة الدم، وكل من يؤمن بمبادئ الحب والسلام والبناء هو جزء من هذا المجتمع.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن خطوات البناء سنراها قريبًا، وأننا بصدد التحضير لمؤتمر مصر الاقتصادي، والذي سوف نتعرف فيه على الرؤية المصرية المستقبلية للتنمية، وفرص الاستثمار المتاحة بها، مؤكدًا على أننا نعمل خلال هذه المرحلة على ثلاثة محاور، هي الإصلاح الاقتصادي الحقيقي، والذي بدأ وشهدت له أكبر المنظمات العالمية بأنه مذهل، ويعبر عن إرادة سياسية حقيقية في البناء، مشيرًا إلى أصالة الشعب المصري، وتفهمه ووعيه بمجموعة القرارات الاقتصادية التي اتخذت مؤخرًا، لصالح الاقتصاد المصري، وتمت بفكر متوازن يحقق العدالة الاجتماعية، وأن الشعب وثق في القائد، والقائد وثق في الشعب، وكل هذا انعكس خلال 6 أشهر، وهي فترة قصيرة، على الأداء الاقتصادي، الذي ارتفع معدل التنمية في الربع الأخير من العام الماضي ووصل إلى 3.7%، ومن قبله كان 2.5% أي أن المنحنى يصعد.
والمحور الثاني هو الإصلاح التشريعي، فمصر تمتلك إرادة لتحقيق إصلاح تشريعي له رؤية واضحة، فنحن نسعى لكى يكون هناك قانون للاستثمار، طامحين في أن يكون أفضل قانون استثمار في العالم، لافتًا إلى أن حدود طموحاتنا تصل إلى السماء.
وأضاف "محلب" أننا لن نتردد في سبيل تحقيق هذا الطموح، لأن الله أعطانا وطنًا يستحق، وطنا لم يكتشف بعد ما يتمتع به من موقع عبقري، وسواحل ممتدة، وثراء في المعادن، ويأتي على رأس ذلك كله طبيعة الإنسان المصري الذي يشكل الثروة الأساسية في المجتمع، بما يتمتع به من ذكاء فطري وقلب طيب، وإيمان بالله عز وجل.
والمحور الثالث هو حل مشاكل المستثمرين، فمصر تمضى في اتجاه تحقيق هذا المحور بكل ما تملك من قوة وعزم ودون أياد مرتعشة، مضيفاً أننا نسعى لكى ننتهى من حل مشاكل المستثمرين، قبل المؤتمر الاقتصادي، لتكون رسالة واضحة بأن مصر ممهدة لتكون منطقة عالمية للاستثمار والتنمية.
واعتبر رئيس الوزراء أن ما يحدث في قناة السويس أشبه بالمعجزة، مؤكداً أنه لم ير في حياته موقعاً به أكثر من 4 آلاف معدة تعمل على مدار 24 ساعة، مشيراً إلى أن هذا المشروع كشف ثقة الشعب بقائده وثقة القائد في شعبه، فعندما اتخذ الرئيس القرار لم نكن نتوقع أن يتمكن الشعب المصري من جمع 64 مليار جنيه في 8 أيام من أموال مصرية خالصة، ولكن كان لديه ثقة في ذلك، إضافة إلى أن التصميم الهندسي للمشروع تم إعداده بعقول مصرية، وهو ما يؤكد أن تنمية قناة السويس سوف تتم بأياد مصرية.
وأشار "محلب" إلى أن ما نطمح إليه من خلال مشروع تنمية قناة السويس، أن يتضمن 6 موانئ، منطقة سياحية، خدمات لوجستية، ميناء محوري، وصناعات سفن.
وأكد "محلب" أن الحكومة لديها رؤية لكى يعيش شعب مصر فوق 25% من مساحة الوطن بدلاً من الـ 5% التي يعيش فوقها الآن، ولترجمة هذه الرؤية، بدأت كتائب التعمير في تنفيذ 3200 كم من الطرق على أرض مصر، مشيراً إلى أنه تفقد أثناء زيارته إلى أسيوط، أول أمس طريقاً سوف يربط مركز ديروط بأسيوط بالواحات، ويتم إنجازه خلال عام واحد، فالطرق هي شرايين التنمية.
وأضاف رئيس الوزراء أن مصر أيضاً بدأت خطة لتعمير الصحراء واستصلاح مليون فدان كمرحلة أولى من أصل 4 ملايين فدان تشملها خطة الاستصلاح.
وبعث "محلب" رسالة إلى دول أوروبا، مضمونها، أن مصر هي بلد المحبة ومهد الحضارة والسلام، ونحن نواجه معكم الإرهاب على خط المواجهة الأول، وأن أوروبا تظل هي الأقرب لمصر، فهناك علاقة إنسانية، ونماذج حضارية، وتجارب ناجحة بيننا، كما أن الموارد البشرية في مصر من الممكن أن تكون ثروة مشتركة لكلينا، خاصةً إذا تعاونا في مجالات التدريب والتعليم الصناعي، بما يحقق الاستفادة للطرفين فى العمل والتشغيل والإنتاج والمساهمة في تنمية مصر ودول أوروبا، فنحن نحتاج لأن نقف سوياً، وننتظر منكم الكثير، فمن أجل الإنسانية سنحارب الإرهاب لنحمى بلادنا، وسننجح في القضاء عليه، بعد أن أصبح صناعة وتجارة منظمة.