خريجو "القاهرة لحقوق الإنسان" يروون حكايات "الأمعاء الخاوية"
قدم منتدى خريجي مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مساء أمس الأحد، عرضًا للحكي المسرحي على مسرح "جريك كامبس" بمقر الجامعة الأمريكية بوسط البلد، حول مجموعة من القصص الإنسانية لمعتقلين مضربين عن الطعام في السجون؛ احتجاجًا على حرمانهم من المعاملة الإنسانية وحقهم في محاكمات عادلة.
العرض الذي حمل اسم "كانيولا: حكايات الأمعاء الخاوية"، ونال حضورًا جماهيريًا وإعلاميًا متميزًا، قدم قصصًا لـ14 معتقل ومعتقلة، من بينهم أطباء ميدانيين وصحفيين وطلاب ومتظاهرين محتجزين على ذمة قضايا مختلفة، معتمدًا على شهادات موثقة من ذويهم وأصدقائهم أو على خطابات ومراسلات ومقالات كتبها المعتقلون أنفسهم من داخل السجون، تروي معاناتهم ودوافعهم للإضراب.
بدأ العرض في السابعة والنصف مساءً بكلمة، ألقاها محمد زارع، مدير برنامج مصر بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أوضح فيها أن هذا العرض يُقام في ظروف صعبة يواجهها المجتمع المدني، وخصوصًا المنظمات الحقوقية المستقلة، في ظل تضييقات أمنية على أنشطته وحملات تشويه إعلامية غير مسبوقة على مدار الثلاثة عقود الأخيرة.
وأضاف أن الهدف من تقديم العرض هو توصيل صوت المضربين عن الطعام وحكي أسباب إقدامهم على هذه الخطوة، مؤكدًا في كلمته أن العرض هو بمثابة دعوة لمطالبة الحكومة بالتأكيد على مبدأ المحاكمة العادلة والحق في التظاهر السلمي ومبدأ الحق في سلامة الجسد والمعاملة المهينة للمعتقلين، مطالبًا السلطات بالالتزام بمواد الدستور التي تم حشد المصريين من أجل التصويت عليها بنعم، وعدم التنصل من الضمانات التي وردت فيه.
وتطرق شادي عبدالله، مخرج العرض، إلى أن فكرة الحكي لقصص المعتقلين هي محاولة لتحويلهم من مجرد أرقام وأخبار وتواريخ للجلسات والمحاكمات، إلى قصص مجسدة بأبعادها الإنسانية الحقيقة، مؤكدًا أن القائمين على العرض هم مجرد "ناقل أمين" للروايات التي جمعوها من أصحابها، لافتًا إلى أنهم قرروا تقديمها دون أي تعديل أو تحريف احترامًا للأمانة والثقة التي منحها المعتقلون وأهلهم للمجموعة، وامتثالًا لدورهم ليس كممثلين، وإنما حكائين لقصص أبطالها الحقيقيين مازالوا رهن الاعتقال والمعاناة.
العرض الذي امتد لــ50 دقيقة تقريبًا وحضره أكثر من 300 متفرجًا، ألقى الضوء أيضًا على قصص لمعتقلين من أطباء الميدان والصحفيين ممن قبض عليهم أثناء تأدية عملهم في إطار التظاهرات المتنوعة والاشتباكات التي شهدتها مصر على مدى الخمسة عشر شهرًا الماضية، وقرروا الإضراب عن الطعام مؤخرًا في إطار احتجاجهم على القبض عليهم وتعرضهم للمعاملة المهينة داخل السجون.
كما ركز العرض أيضًا على وقع الإضراب كوسيلة احتجاجية على أسرة المعتقل، مستعينًا بمحاكاة بعض شهادات لزوجات وأبناء وإخوة المعتقلين المضربين، شرحوا فيها ملابسات اعتقال ذويهم ووقع قرار الإضراب على باقي أفراد أسرتهم.