للمرة الأولى.. «شكرى» فى ليبيا اليوم لبحث الأوضاع السياسية والأمنية
يبدأ سامح شكرى وزير الخارجية، اليوم، أولى زياراته إلى ليبيا، ويصل إلى مدينة «طبرق»، فى أول زيارة لمسئول عربى رفيع المستوى إلى المدينة التى تستضيف مسئولى البرلمان الليبى ومقر حكومة رئيس الوزراء عبدالله الثنى.
يجرى «شكرى» والوفد الدبلوماسى المرافق له سلسلة اجتماعات مع أعضاء البرلمان الليبى، كما سيجتمع مع أعضاء الحكومة الليبية، منهم وزير الخارجية الليبى محمد الدايرى، وتتناول المباحثات تطورات الأوضاع على الساحة الليبية خاصة فى ظل العمليات العسكرية المتصاعدة بمدينة بنغازى.
وقالت مصادر ليبية، لـ«الوطن»: «إن المسئولين الليبيين يرحبون بالزيارة التى تعد بمثابة رسالة دعم قوية من مصر التى تقف إلى جانب الشعب الليبى وتسعى بشتى الطرق لحماية وحدة التراب الليبى والخروج من المأزق الأمنى والسياسى الذى تمر به البلاد». وأشارت المصادر إلى أنه من بين جدول الأعمال أن يبحث وزير الخارجية إمكانية إنشاء قنصلية مصرية فى طبرق لتسهيل عمليات سفر المصريين من ليبيا إلى القاهرة، بعد الأزمة التى حدثت فى معبر رأس جدير مع الحدود التونسية لعدم وجود بعثة دبلوماسية مصرية فى ليبيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
وتأتى هذه الزيارة بعد يوم من مطالبة وزارة الخارجية المصرية بإخلاء جميع الميليشيات المسلحة لمقار مؤسسات الدولة الليبية بهدف عودة السلطات الشرعية التابعة لحكومة عبدالله الثنى إليها، لتعود العاصمة الليبية طرابلس عاصمة شرعية لكل الليبيين، بعد أن تتوقف التهديدات والعمليات العسكرية والتدمير الممنهج الذى يمارسه المسلحون هناك منذ فترة بعيدة.
ويضم الوفد المصرى عدداً من الأطباء والعسكريين، ومن المقرر أن يساهم الأطباء فى علاج الجرحى بالمستشفيات الليبية، فيما يقوم العسكريون بنقل خبراتهم لعناصر الجيش الليبى، حسب الاتفاق المبرم بين القاهرة وطرابلس فى آخر زيارة لرئيس الوزراء الليبى لمصر ولقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى.
كانت وزارة الخارجية شددت فى بيان رسمى لها، أمس الأول، على أهمية تخلى كل الأطراف الليبية عن الخيار العسكرى، وبدء حوار سياسى بالتوازى مع بدء عملية تسليم سلاح الميليشيات تدريجياً إلى السلطات الليبية الرسمية، وفق ما جاء بالمبادرة التى أطلقتها دول الجوار الليبى بالقاهرة فى 25 أغسطس الماضى.
من جانبهم، رأى دبلوماسيون أن التحركات المصرية الأخيرة فى الشأن الليبى تأتى فى إطار سعى مصر للحفاظ على أمنها القومى فى حدود المتاح دون التدخل فى شئون الدول الأخرى، وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبدالمتعال، إن زيارة وزير الخارجية إلى ليبيا مهمة للغاية فى هذا التوقيت، للحفاظ على أمن الحدود المصرية ومنع انتشار وتهريب السلاح داخل الأراضى المصرية فى ظل التوترات الجارية.